لقاء حول "الإعلام وتعزيز المساواة بين الجنسين"
في إطار مشروع "Gender champions media initiative"، الذي تقوم به مؤسسة مهارات بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة والسفارة البريطانية في بيروت. نظّمت مؤسسة مهارات لقاءً بعنوان "الإعلام وتعزيز المساواة بين الجنسين" في ٢٠ آذار ٢٠٢٤، وذلك كنشاط ختامي للمشروع. شارك فيه مجموعة من الصحافيين والصحافيات وممثلات عن أحزاب سياسية وناشطات وخبيرات في مجالات مختلفة وجمعيات تعمل على تعزيز حقوق المراة والمساواة الجندرية لاسيما الجمعيات التي تعمل على تعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة.
بدأ اللقاء بكلمات افتتاحية من مؤسسة مهارات حول أهمية الإعلام والمساواة بين الجنسين ودور مهارات في هذا الإطار في السنوات الماضية ألقتها المديرة التنفيذية لمؤسسة مهارات السيدة رلى مخايل، تبعتها كلمات الشركاء الداعمين للمشروع في هيئة الأمم المتحدة للمرأة ألقتها ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان جيلان الميسيري، أكدت فيها على أن تبني نهجًا حساسًا للجندر في التقارير، يفتح الطريق نحو مستقبل أكثر شمولية وعدالة، وأن قوة وسائل الإعلام تأتي مع مسؤولية كبيرة ولذلك يجب إستخدام هذه القوة لتمكين جميع النساء والرجال والسعي من أجل عالم يتم فيه سرد كل قصة بحساسية واحترام.
تبعتها كلمة السفارة البريطانية في لبنان ألقاها سعادة سفير بريطانيا في لبنان هاميش كاول، الذي عبّر عن إمتنانه للجهود الرائعة والعمل الرائع من أجل الدعوة إلى تضمين النوع الاجتماعي وحقوق المرأة للتغلب على الصور النمطية للمرأة في السياسة، ومشاركة الحقائق والدفاع عن حقوق الإعلام الحرّ والمستقل، مؤكداً على أهمية دور الصحافيين لتحقيق تلك المهمة. وشدد على أهمية وثيقة إلتزام المؤسسات الإعلامية بالمساواة بين الجنسين التي عملت مؤسسة مهارات على وضعها ورؤيتها معتمدة من جميع وسائل الإعلام في البلاد.
تضمن اللقاء جلسة نقاش أدارها الإعلامي وليد عبود حول دور الإعلام في تعزيز المساواة الجندرية وصورة المرأة في الإعلام تضمنت محورين. تناول المحور الأول، تجربة نساء يعملن في الشأن العام نجحن في الوصول إلى الإعلام. شاركت فيه كلّ من النائبة غادة أيوب، نائبة رئيس التيار الوطني الحر للشؤون السياسية مارتين نجم، رئيسة جهاز التشريع والسياسات العامة في حزب الكتائب لارا سعادة، الناشطة السياسية والخبيرة في الطاقة لوري هايتايان والصحافي من لوريان لو جور فؤاد خوري.
وإعتبر المشاركون/ات في هذا المحور أن للمرأة دور إنعاشي كبير للبلد، ولكن حتى الآن لم يتم تحقيق تغيير أو نجاح كبير على صعيد ظهور المرأة وهو عمل نضالي طويل الأمد خصوصًا في ظلّ الأوضاع الراهنة التي تعطي الأولوية للقضايا السياسية والاجتماعية على قضايا المرأة. وبالتالي على الإعلام بذل مجهود أكبر لتظهير النساء ليس فقط في المواضيع التي تعني النساء، متمنين على الصحافيات والإعلاميات أن تطمحن وتعملن دائمًا للظهور ولإبراز ثقافتهن ومعرفتهن وعدم حصر أنفسهن في قضايا ضيّقة.
وتناول المحور الثاني، تحديات النساء اللواتي يعملن بالشأن العام وصعوبة الوصول الى الاعلام. شاركت فيه كلّ من الصحافيات زينة باسيل وجوزفين ديب، مديرة الأخبار والبرامج السياسية في تلفزيون لبنان الإعلامية دينا رمضان طبارة، ندى عنيد من مدنيات، الخبيرة الجندرية عبير شبارو.
ولفتت المشاركات إلى أن التمييز بين الرجل والمرأة في الإعلام هو انعكاس لواقع البلد، ولكن يمكن القول اليوم إن الواقع تغيّر قليلأً والعنصر النسائي في المؤسسات بات موجوداً أكثر من قبل، ولكن ما يزال هناك عمل يجب القيام به لدعم ظهور المرأة بشكل دائم. وبالتالي يجب أن يتم إتخاذ إجراءات وتدابير وسياسات في المؤسسات الإعلامية تفرض وجود المرأة والمساواة بينها وبين الرجل، من خلال سلوكيات تلتزم بها المؤسسات الإعلامية تدعم وجود المرأة على مستوى صنع القرار.
كما ولفتت المشاركات إلى أننا في لبنان نعاني من نقص في داتا عن النساء الخبيرات من جهة، ولذلك يجب جمع هذه الداتا ومشاركتها مع غرف الأخبار والصحافيين. وهناك نقص في المنظومة التشريعية التي تحمي النساء وتعزز المساواة من جهة أخرى فهناك قوانين غير منصفة للمرأة مثل قوانين الضمان والعمل.
وتخلّل اللقاء إطلاق تقرير "النوع الاجتماعي والإعلام: إلتزامات المؤسسات الإعلامية بالمساواة بين الجنسين"، وهو جزء أساسي من المشروع تمّ العمل خلاله مع مجموعة من المؤسسات الإعلامية للالتزام بمعايير تساعدهم على أن يصبحوا مؤسسات أكثر مراعاة للمساواة بين الجنسين.
ومن المؤسسات التي أعربت عن إلتزامها درج، لوريان لو جور، VDL، تلفزيون لبنان، MTV، النهار، نداء الوطن، OTV، المدن، رصيف 22، النشرة، نقد ميديا، مهارات-نيوز، على أمل الإستمرار بالتنسيق معها لتقديم كل المساعدة لها نحو تطبيق هذه الإلتزامات.
وألقى ممثلو 13 مؤسسة إعلامية في ختام اللقاء كلمات، أعربوا فيها عن أهمية إلتزام المؤسسات الإعلامية بالمساواة بين الجنسين عبر سياسات مؤسساتية تعزز هذه المساواة، بهدف إظهار المرأة ودورها وإبراز التمييز ضدها في المجتمع والعمل على أن تكون التغطية دائماً منصفة تجاهها، مع ضرورة الإهتمام بتأنيث اللغة.