
تمكين الصحافيين والصحافيات في لبنان تعزيزًا لنزاهة المعلومات ودعم الإصلاح في لبنان
نظّمت الأمم المتحدة في لبنان بالتعاون مع مؤسسة مهارات، وهي منظمة غير حكومية تقودها نساء وتُعنى بالدفاع عن حرية التعبير، ورشة عمل بهدف إعداد مضمون حملة رقمية حول نزاهة المعلومات باعتبارها ركيزة أساسية لمسار الإصلاح في لبنان.
وتأتي هذه الحملة استكمالاً لحملة #نزاهة_المعلومات السابقة التي حملت شعار "المعلومة حقّ، والنزاهة مسؤولية". وقد هدفت الورشة إلى تسليط الضوء على الدور المحوري الذي يؤدّيه الصحافيون والصحافيات في تعزيز الشفافية، ومواجهة المعلومات المضلّلة، وتمكين المواطنين من إخضاع المؤسسات العامة للمساءلة.
وسيتم إطلاق هذه الحملة خلال الأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية ( الموافق في 24 – 31 تشرين الأول/أكتوبر)، حيث تشمل مقاطع فيديو قصيرة من إعداد الصحافيات والصحافيين المشاركين في الورشة، تهدف إلى تعزيز وعي الناس في مختلف سُبُل مواجهة الشائعات التي تُحرّف مسار الإصلاح، وتعزيز المساءلة واستخدام الآليات المُتاحة للحصول على المعلومات والمطالبة بالشفافية. هذا بالإضافة إلى تعزيز الثقة بالمؤسسات العامة وبمسار الإصلاح، إلى جانب تشجيع الدراية الإعلامية عبر تمكين الأفراد من تحليل مصادر المعلومات بشكل نقدي واستخدام المحتوى بمسؤولية.
وقد جمعت الورشة بعنوان "تعزيز دور الإعلام في مسار الإصلاح في لبنان"، صحافيين وصحافيات من مختلف الجهات الإعلامية مع ممثلين عن القطاع العام وأكاديميين وخبراء إعلاميين، بغية مناقشة دور الإعلام في لبنان كقوة دافعة لضمان المساءلة والإصلاح.
الصحافيتان نوال الأشقر (على اليمين) وعزّة حج حسن (إلى اليسار) في مداخلة لهما خلال الورشة.
وخلال الجلسة الأولى، قدّمت مؤسسة مهارات عرضاً مجملاً حول مشهد الإصلاحات في مختلف القطاعات في لبنان، تلاه عرض شهادات حيّة من صحافيين وصحافيات حول التحديات التي يواجهونها في الحصول على المعلومات والتحقق منها لدى تغطيتهم مواضيع تُعنى بالإصلاح.
السيدة لورا رحّال من مؤسسة مهارات، تقدم عرضاً حول مشهد الإصلاحات القطاعية في لبنان.
أما الجلسة الثانية، فقد ركزت على تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال انخراط الإعلام في مسار الإصلاح. وقد تضمّنت الجلسة حلقة نقاش جمعت ممثلين عن مؤسسات حكومية وجامعات ووسائل إعلام مستقلة، لمناقشة دور الصحافة في متابعة تنفيذ الإصلاحات، وتحديد الثغرات النظامية، واقتراح حلول عملية لتعزيز التعاون بين الدولة ووسائل الإعلام. وقد شارك في الجلسة كل من الدكتور جورج صدقة، العميد السابق لكلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، والسيدة لمياء المبيض، رئيسة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي، والدكتورة إيمان عليوان، رئيسة قسم الإعلام في جامعة بيروت العربية، والصحافي الاستقصائي إدمون ساسين.
متحدثون من القطاع العام، والإعلام، والأكاديمي في الجلسة الثانية بعنوان "الإعلام والإصلاحات، كيفية تعزيز الشفافية والمساءلة". من اليمين إلى اليسار: السيد بلال ياسين، ميسّر حلقة النقاش من مؤسسة مهارات؛ الدكتور جورج صدقة، العميد السابق لكلية الإعلام في الجامعة اللبنانية؛ السيدة لامياء المبيّض، رئيسة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي؛ الدكتورة إيمان عليوان، مديرة قسم الإعلام في جامعة بيروت العربية؛ ؛ والصحافي إدمون ساسين.
وفي الجزء العملي من الورشة، عمل المشاركون والمشاركات بصورة جماعية على تحديد الرسائل الأساسية والمحاور الرئيسية للحملة الرقمية المقبلة، مؤكدين أنّ المعلومات الموثوقة تشكل أساس أي إصلاح فعّال ولتعزيز ثقة المواطنين بالدولة.
وفي معرض كلمتها الافتتاحية لورشة العمل، قالت القائمة بأعمال مكتب مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، السيدة سينثيا درّوس: "الإعلام الذي ينقل معلومات دقيقة وموثوقة ومستندة إلى الأدلة، يساهم في تشكيل رأي عام مستنير ويخلق ضغطاً إيجابياً يدفع بعملية الإصلاح إلى الأمام." وأضافت: "إنّ نزاهة المعلومات ليست تفصيلاً بسيطاً، بل تشكل ركيزة الحق في المعرفة. فهي تحصّن المجتمع من الشائعات والمعلومات المضلّلة، وتحمي المساءلة من وسائل التشويه."
السيدة سينثيا درّوس، القائمة بأعمال مكتب مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، تلقي الكلمة الافتتاحية للأمم المتحدة.
ومن جهته، قال السيد حسين الشريف من مؤسسة مهارات: "في مهارات، نؤمن بأن المعلومة الدقيقة هي أساس المساءلة. فالصحافة المستقلة المستندة إلى الأدلة تربط بين المواطنين والمؤسسات، وتحوّل الخطاب العام من التذمّر إلى المشاركة، ومن الشائعة إلى الفهم والدراية. إنّ شراكتنا مع الأمم المتحدة تستند إلى التزام مشترك بتعزيز نزاهة المعلومات، وتمكين المواطنين عبر التربية الإعلامية، واستعادة الثقة في مسار الإصلاح.
السيد حسين الشريف، يلقي كلمة السيدة رولا مخايل، المديرة التنفيذية لمؤسسة مهارات
عُقدت ورشة العمل في فندق الموفنبيك في بيروت بمشاركة حوالي عشرين صحافياً وصحافية من مؤسسات إعلامية محلية مختلفة.
صورة جماعية تجمع بين منظّمي ورشة العمل من الأمم المتحدة ومؤسسة مهارات.