تحديات التغطية الإعلامية للحرب الاسرائيلية على لبنان
تعالج مهارات في هذه الورقة البحثية واقع الحرب الاعلامية الدائرة في لبنان بموازاة الحرب العسكرية التي تشنّها اسرائيل على حزب الله وتبيّن الاهمية التي توليها الاطراف المتصارعة لوسائل الاعلام بالنظر الى انها اداة الحرب النفسية، وهو ما تمظهر دومًا في كل الحروب في العالم، اذ يسعى كل طرف الى السيطرة على سلاح الدعاية وفرض سرديته للحرب للفوز بالرأي العام.
وتطرح الورقة صعوبات تغطية الصحافيين للحروب والازمات حيث تصبح التغطية في مثل هذه الظروف اشكالية كبيرة، ويصبح الصحافيون في مأزق حقيقي: كيف يتخطّون الرقابة الاعلامية التي يفرضها العسكر على أخبار سير المعارك؟ هل ينقلون ما يعرفون ويشاهدون أم يلتزمون بارادة المتحاربين بنقل واقع قد يعاكس الحقيقة وقد يتعارض مع مصلحة القوى الوطنية؟ فالحرب تضع الصحافي أمام تحدّيات أهمها الحفاظ على حريته، اختيار الخبر، تحديد الزاوية التي يتناوله منها، واطلاع الجمهور على الحقائق كما يراها وليس كما يقدّمها العسكر.
وقد عكست تغطيات وسائل الاعلام اللبنانية شرخًا كبيرًا على الصعيد الداخلي ظهر في ايراد رواية الحرب الدائرة اذ ان الاحزاب المعارضة لسياسات حزب الله لم تتبنّ سرديته ما تسبّب بتوتّر بين القوى اللبنانية وزاد من خطاب الكراهية والانقسام الذي بلغ حد التخوين والتهديد بالقتل.
وتميّز المشهد الإعلامي في هذه الحرب بدور كبير للاعلام البديل من منصّات ومواقع رقمية ووسائل تواصل اجتماعي على تعددها بحيث بات الفضاء العام مفتوحًا أمام الجميع للنشر والتلقي بشكل غير محدود وبات الافراد والمغردون ينافسون الاعلاميين في دورهم.
تبيّن الورقة الاستراتيجية الاعلامية التي اعتمدها الافرقاء في الصراع حيث سعت اسرائيل الى أظهار حربها "الدفاعية" وادعت أن تدميرها القرى والاحياء السكنية على أنه يندرج في اطار التصدي للارهاب، فيما حاول اعلام حزب الله اظهار وحشية العدو من ناحية ورفع معنويات مقاتليه ومؤيديه من ناحية ثانية لاسيما بعد النكسات العسكرية التي تعرض لها في بداية الحرب.
وتعرض الورقة خرق الدعاية الاسرائيلية لمنازل اللبنانيين، وسردية حزب الله للتصدي للعدو، فيما غاب أي جهاز اعلامي رسمي لبناني عن مواكبة الحرب والرد على حملات الدعاية والاشاعات التي غزت بشكل خاص وسائل التواصل الاجتماعي أو لتصحيح السقطات التي وقعت فيها بعض وسائل الاعلام خلال تغطياتها.
للاطّعلاع على الورقة البحثية كاملةً: