"مهارات" تطلق الدليل التدريبي لإعلام اكثر تنوعاً
نظمت "مؤسسة مهارات" و"كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية" بالشراكة مع "معهد التنوع الاعلامي" MDI- لندن، وبدعم من بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان، وبرعاية وحضور معالي رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، حفلا لاطلاق دليل تدريبي حول "وسائل الاعلام وادارة التنوع" يوم الجمعة في 5 كانون الاول، في الادارة المركزية للجامعة اللبنانية في المتحف.
يجمع هذا الدليل بين الاكاديمية والمهنية، بحيث يقدم معارف وخبرات تساهم في اعداد اعلاميين متخصصين بادارة التنوع في مجتمع تعددي، دائم الانفتاح على تحديات ومتغيرات تضع وسائل الاعلام امام مسؤوليتها في ادارة التنوع، لبناء مجتمع اكثر تفاهما وتماسكا وخلق بيئة تسهم في تعزيز مفهوم المواطنة، وليكون الاعلام أداة لمنع نشوب الصراعات وبناء الدولة، وتعزيز السلام الاجتماعي والاستقرار والوسطية والمصالحة. يقع هذا الدليل في ثلاثة اجزاء تشرح التنوع وماهيته وتقدم للتجربة اللبنانية بادارة التنوع، وتوفر تطبيقات عملية لاعداد الاعلاميين.
السيد حسين
استهل اللقاء رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين مؤكدا ان نقص التنوع هو السبب الرئيس لما يحدث من نزاعات في المنطقة العربية، ومن هنا تأتي أهمية الدليل التدريبي حول "وسائل الاعلام وادارة التنوع". واكد السيد حسين ان مقدمة الدليل تضمنت دور المواطنة في ادارة التنوع، ومثال على ذلك الهند التي يدار فيها التنوع ضمن المواطنة، اذ استطاعت الدولة ووسائل الاعلام ان تدمج اكثر من 120 لغة وطائفة دينية في هوية واحدة. واضاف السيد حسين " التزمت الجامعة اللبنانية بتعليم الدليل التدريبي من اجل معرفة الكيفية التي يدار بها التنوع في إطار المواطنة، اذ ان عدم دمج الجهود ضمن هذا الإطار سيسبب ابعاد خطرة على المجتمع اللبناني".
صدقة
في السياق طرح عميد كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقه مجموعة من الاسئلة التي تبادرت الى ذهن العاملين على هذا الدليل التدريبي ابرزها هل نحتاج للحديث عن التنوع في بلد متنوع طائفيا؟ كيف يتماشى الترويج لمقرر عن التعدد في وسائل الاعلام في بلد يفتخر باعلام التنوع، ولطالما ادعى نشر هذه الميزة في محيطه العربي؟ "لكن الاجابة لدى التعمق في المضمون تظهر ان وسائل الاعلام اللبنانية اكتسبت صفة التنوع، غير انها تغرق في احادية فكر وخط سياسي وثقافي واجتماعي. لذلك، يلزم وسائل الاعلام ادارة ورؤيا كي تحول التنوع الى مصدر غنى عوضاً ان يكون مصدر نزاع. والدليل التدريبي حمل عنوان ادارة التنوع بمعنى ان تكون وسائل الاعلام في لبنان مهندسة لهذا التنوع وقاطرته لضمان ايجابيته".
لوبر
أما ممثل بعثة الاتحاد الأوروبي في اللقاء الدكتور ألكسيس لوبر، فأكد على اهمية الدليل التدريبي ومساهمته في بناء السلام امام الواقع الصعب الذي يعيشه الاعلام في المنطقة بشكل عام وفي لبنان خصوصاً، اذ تراجع لبنان 8 مراكز في مؤشر حرية الاعلام خلال عام 2013 و4 مراكز في العام 2014. ايضاً أكد تقرير "صحافيون بلا حدود" ان وسائل الاعلام في لبنان تتبع اجندة سياسية ودعائية محددة في الاستقطاب السياسي الحاصل في البلد.
لذلك، حرص الاتحاد الاوروبي على التزامه بمشهد اعلامي حر ومنفتح يدعم المشاريع الاعلامية التي تساعد في بناء السلام والوسطية، واحترام الآخر. "من هنا فان الدليل التدريبي الذي نطلقه اليوم يشكل اطارا يساهم في التنمية الاعلامية، كما يسرنا وجود العديد من طالبات الاعلام بعد ان كان حضور الشباب طاغيا في هذه المهنة منذ خمسين عاما". وختم لوبر بتمنيه على الطلاب والطالبات ان يعملوا سويا لبيئة اكثر انفتاحا وتعزيزا للسلام.
مخايل
في المقابل لفتت المديرة التنفيذية لـ"مؤسسة مهارات" رلى مخايل الى ان "اطلاق دليل "وسائل الاعلام وادارة التنوع" هو عمل نعتز به في "مؤسسة مهارات" لانه يؤدي خدمة وطنية ومهنية تهدف الى اعادة تسليط الضوء على دور وسائل الاعلام في بناء الاندماج الاجتماعي وتعزيز السلم الاهلي في المجتمعات التعددية".
واضافت مخايل ان "الشراكات مع الجامعة اللبنانية ومركز التنوع الاعلامي مكنتنا من ان ننتج سويا ادوات معرفية، وان نعمل مع طلاب نعول، في مستقبل المهنة وفي مستقبل الوطن، على وعيهم وثقافتهم ومهنيتهم في احداث التغيير وفي انتاج تغطيات اعلامية مسؤولة شاملة، ومتحسسة لقضايا حقوق الانسان. ونحن نضع هذا الدليل التدريبي اليوم ايضا في تصرف شركائنا في الجامعات الخاصة وشركائنا في وسائل الاعلام اللبنانية".
في السياق اكدت مخايل ان "مهارات" ستطلق جائزة سنوية على مستوى طلاب الاعلام لافضل تحقيق او عمل تطبيقي مهني في مجال التنوع لتشجيع الطلاب على مزيد من التجديد. "اذ تتطلع المؤسسة الى تغطية اعلامية تشمل قضايا الجيل الثالث، المرأة، الاطفال، المثليين جنسيا، العمال الاجانب، ذوي الحاجات الخاصة، وتغطية اعلامية تعطي حيزا لقضايا الاصلاح الانتخابي، التمثيل العادل وتكافؤ الفرص، ومكافحة الفساد،العدالة الاجتماعية".
بيسيك
واشارت رئيسة مركز التنوع الاعلامي السيدة ميليسا بيسيك الى حساسية قضية التنوع في وسائل الاعلام حتى في وسائل الاعلام الغربية، فقضايا المرأة ودورها القيادي في وسائل الاعلام لا زال يحتاج الى الكثير من العمل حتى في محطات مثل BBC. واكدت بيسيك ان "الدليل التدريبي اساسي لأنه سيساعد في خلق نوع من التعاون بين طلاب الاعلام والمؤسسات الاعلامية من اجل تغطية اكثر دقة وتعمق لقضايا التنوع".
تبع الكلمات عرض لمضمون الدليل عرف من خلاله استاذ الاعلام في الجامعة اللبنانية والذي ساهم في اعداد الدليل، الدكتور علي رمال على أقسامه الثلاثة وتتضمن عرضاً لإشكالية التنوع، الاعلام وادارة التنوع في مجتمع تعددي: نموذج لبنان، وتطبيقات مهنية.
وتابع رمال كلمته مؤكداً ان "معضلة وسائل الاعلام اللبنانية هي غيابها عن تمثيل الفئات الصغيرة التي يتم وصفها بالأقليات، وهو الدافع الاساسي لإطلاق هذا الدليل التدريبي، فالمعادلة الاجتماعية اليوم تفرض تواجد المواطن على وسائل الاعلام من اجل ان يكون اولوية لدى صناع القرار".