بدا ان مكتب الرقابة في الأمن العام ملكياً اكثر من الملك. يحاول ان يحافظ على مشاعر الطقم السياسي من اي حرج، حتى وان كان هذا الحرج نابعاً من حقائق عن احداث الحرب الأهلية تداولتها برامج تلفزيونية عدة. في التفاصيل، ان الأمن العام منع اربعة نصوص مسرحية قدمتها جمعية "مارتش" في شهر تشرين الاول 2014، والسبب بحسب مديرة الجمعية ليا بارودي ان احد النصوص يحتوي على اسماء سياسيين لبنانيين. اذ يتضمن احد نصوص المسرحية الاربعة القائمة على افكار مستوحاة من مجموعة من البرامج التلفزيونية والمقالات اسماء زعماء الحرب الأهلية اللبنانية، وهو ما استدعى رفض الامن العام، الذي رد "اسماء السياسيين ما فينا نمرقها"، بالرغم من ان هذا النص ورد في برنامج "شي ان ان"، الذي يبث على قناة "الجديد".

في المقابل، قالت منسقة البرامج في جمعية "مارتش" مايا جبيلي ان "النصوص المرفوضة تتضمن الحديث عن زعماء الحرب الأهلية وحقوق المرأة اضافة الى مواضيع اجتماعية مهمة". واشارت جبيلي لـ "مهارات نيوز" ان "هناك 4 نصوص اخرى قدمتها "مارتش" في كانون الاول 2014 يتم تأجيل الموافقة عليها لأسباب غير معروفة".

كذلك، استغربت جبيلي المعايير الإزدواجية والمزاجية التي تحكم عمل مكتب الرقابة، اذ انه يمنع نصاً مسرحياً مستوحى من برامج تلفزيونية عرضت سابقاً وشاهدها الجميع. كما تساءلت جبيلي "اذ كان الاعتراض على ورود اسماء زعماء الحرب الأهلية، لماذا لم يتم حذف الاسماء بدلاً من رفض النص كاملاً؟!".

في السياق تستنكر جمعية "مهارات" منع الامن العام النصوص المسرحية المقدمة من جمعية "مارتش". وتشدد "مهارات" على ضرورة الغاء جميع القيود غير المبررة على حرية الرأي والتعبير لاسيما حرية السينما والمسرح في زمن أصبح فيه تداول الأفكار والآراء والمعلومات لا يقف عند حدود الدول ومزاجية السلطة وإستنسابيتها.