لقاء لـ"مهارات" حول مقدمات نشرات الاخبار والتأسيس للسلم الاهلي في لبنان
في اطار عملهما على دعم فرص تعزيز بناء السلام في لبنان، نظمت مؤسسة "مهارات" بالتعاون مع مشروع "بناء السلام في لبنان" التابع لبرنامج الامم المتحدة الانمائي وبدعم من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الإقتصادي والتنمية من خلال بنك التنمية الألماني، لقاء حول "استهلالية نشرات الاخبار والتأسيس للسلم الاهلي في لبنان: في الذاكرة وفي التذكّر" ظهر اليوم الثلاثاء 12 نيسان 2016، في مسرح دوار الشمس، الطيونة. شارك في اللقاء، عميد كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية دكتور جورج صدقة، مديرة الاخبار والبرامج السياسية في محطة "الجديد" مريم البسام، رئيس تحرير الاخبار في محطة "MTV" وليد عبود، والمديرة التنفيذية لقسم الاخبار في محطة "LBCI" لارا زلعوم. وبحضور مجموعة من الاكاديميين والطلاب من مختلف الجامعات اللبنانية وباحثين ومهتمين وجمعيات مجتمع مدني.
استهل مدير برنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان UNDP لوكا رندا اللقاء بالتأكيد على اهمية دور الاعلام في بناء السلم الاهلي في لبنان. لذا، قامت UNDP بالعمل على اقرار ميثاق الشرف الاعلامي لتعزيز السلم الاهلي في لبنان عام 2013، وهو حصيلة مناقشات مع مدراء تحرير وصحافيين مشاركين، ووقعت عليه 34 وسيلة اعلامية لبنانية. كما ان UNDP قامت بالشراكة مع "مهارات" باعداد مجموعة من دراسات الرصد للاعلام لمتابعة الدور الذي تلعبه وسائل الاعلام في تعزيز وبناء السلم الاهلي.
في المقابل، استعرضت المديرة التنفيذية لـ "مهارات" رلى مخايل مجموعة من المؤشرات الاولية من دراسة رصد حول مقدمات نشرات الاخبار في التلفزيونات والاذاعات اللبنانية. وقد تناول اللقاء محاور عدة طرح من خلالها مجموعة من الاسئلة ابرزها: كيف اخذت الاستهلالية طريقها الى المشهد الاعلامي؟ هل هي ضرورية؟ ما هي وظيفتها؟ وهل تلعب دورا في بناء السلم الاهلي؟
الاستهلالية من زمن الحرب
استعاد الدكتور جورج صدقة نشأة الاذاعات المحلية المرافقة للميليشيات المسلحة مع بداية الحرب الأهلية، فكانت امتدادا للأذرع العسكرية، وبالتالي اصبحت افتتاحيات نشرات الاخبار مواكبة للبندقية. فالمقدمة التي تأسست في الحرب عبرت الى مرحلة التأسيس للسلم الاهلي واستمرت الى حد يومنا هذا. وباتت هناك مقدمات اخبار "غب الطلب" تشكل خطورة في توجيه الرأي العام نحو قضايا تمس السلم الأهلي.
وعن اهميتها، اشار الاعلامي وليد عبود الى ان المقدمة باتت ضرورية وتعتبر أداة جذب للجمهور، والدليل تجربة اخبار "MTV" عند انطلاقتها، حين حاولت ادارة المحطة ان تكون نشرة الاخبار على الطريقة الغربية من دون مقدمة، لكنها لم تلق تجاوبا من الجمهورالذي يعتبرها جزءا من النشرة.
مقدمة مهنية؟
في السياق قال عبود ان المقدمة لا يمكن ان تكون محايدة، لكن بإمكانها ان تكون مهنية تقدم القضايا والطرح بطريقة موضوعية. كذلك اشارت المديرة التنفيذية لقسم الاخبار لارا زلعوم ان مقدمة الاخبار في "LBCI" مهنية، خصوصا انها تسعى لتوجيه الجمهور من ناحية التثقيف المدني. فبالرغم من تخلي "LBCI" عن مقدمتها في فترة سبقت الحراك المدني ضد النفايات، لكن مع انطلاق الحراك تبين ان هناك حاجة للمقدمات بهدف توضيح القضية الى الرأي العام، الذي كان يمر في مرحلة ضبابية، خصوصا ان هذه المقدمات لها تأثير سياسي واجتماعي مهم.
اعتبرت مديرة الاخبار والبرامج السياسية في محطة "الجديد" مريم البسام ان المقدمة تعتبر فنا، ووظيفتها ربط الاحداث السياسية مع بعضها البعض او ما يسمى بالادب السياسي. وقالت البسام "لا يمكن تحميل مقدمات نشرات الاخبار اكثر مما تحتمل، نحن لا نستطيع ان نصنع الحرب أو السلام".
السلم الاهلي والموضوعية
اشار عبود الى ان الحياد في الاعلام كذبة، وتحدي الاعلام الحقيقي ان يكون موضوعيا وان لم يكن محايدا. وبالرغم من ان الجمهور يقول انه لا يريد مقدمات في نشرات الاخبار لأنها غير محايدة، الا ان الجمهور في العمق يطلب مقدمة لنشرة الاخبار والتجارب اثبتت ذلك.
في حين أكدت زلعوم ان "LBCI" حاولت توجيه الجمهور نحو القضايا المحقة من خلال مقدمات نشرات الاخبار. "لذا، نحن مستمرون بعمل واجبنا المهني في كشف الفساد للجمهور الى ان يتم السماح لنا بالتغيير عبر صندوق الاقتراع".
كذلك، قالت البسام "افتخر ان لا اكون حيادية في مقدماتي الاخبارية امام سلطة تمدد لنفسها، ينتشر فيها الفساد، وطمرتنا لمدة 9 اشهر بالنفايات".
في نهاية اللقاء فتح المجال امام اسئلة الحضور