عماد بزي وريتا كامل خطر على المجتمع!
لا يكاد يمر يوم من دون أن نسمع باستدعاء من هنا او حكم من هناك، ما هي الا مزيد من التقييد للحريات العامة. اليوم حادثتان مرتبطتان بمدونيّن هما عماد بزي وريتا كامل.
فقد مثُل بزي اليوم امام مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية للإستماع إلى إفادته اليوم عند الساعة 12 ظهراً، على خلفية تدوينة نشرها كانون الاول 2013، تحت عنوان "شوارب الوزير"، التي تحدث فيها عن الوزير بانوس مانجيان الذي هاجم مرافقوه المحامي جيمي حدشيتي، وحاولوا الإعتداء عليه بالضرب.
واوضح بزي في حديث لـ"مهارات نيوز" ان الاستدعاء اليوم هو مبني على شكوى من الوزير مانجيان بجرم القدح والذم بحقه، وإستمر التحقيق معه لثلاث ساعات ونصف، وانه رفض في بادئ الامر عند انتهاء التحقيق توقيع تعهد بعدم التعرض للوزير المدعي، معتبرا عبارة "التعرض" فضفاضة وتقيد حريته في التدوين. وبعد أخذ ورد توصل مع المحقق الى التوقيع على تعهد "بعدم المس جسدياً بالوزير وممتلكاته وأقربائه" مع الاحتفاظ بحقه بكتابة اي رأي عن الوزير المذكور.
في المقابل يبدو ان قضية المدونة والناشطة ريتا كامل تحولت الى محكمة المطبوعات، وذلك بعد ان تم استجوابها من قبل مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية قبل عام من الآن، حول مقال ورد في مدونتها تناولت فيه شركة توزيع الجوائز ""Pan Arab web Awards الناشطة الكترونياً في محاولة منها عبر دراسة حالة للإضاءة على شفافية عمل مثل هذه الانشطة، التي لا تمتلك اي نظام قانوني يرعاها او يحدد معاييراً لها، بل تعتمد فقط على الأخلاقيات. أرادت كامل من خلال مقالها في مدونتها الشخصية، أن تطرح مسألة عامة مرتبطة بمصلحة وحقوق المستهلك الذي قد يقع في شرك التسويق الخادع وشعارات الجودة التي لا تمت الى الحقيقة بصلة.
وقد شددت كامل في حديث لـ "مهارات نيوز" على ان ما نشرته على مدونتها بهذا الخصوص إستتبعته بسلسلة من التوصيات أخذت ببعض منها الشركة لاحقاً، مثل ذكر أسماء أعضاء اللجنة التحكيمية على الموقع الألكتروني الخاص بالشركة.
مما لا شك فيه، تشّكل هذه الممارسات والاستدعاءات المتكررة لمدونين وناشطين أمام مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية والملاحقات القضائية امام محكمة المطبوعات ترهيباً للناشطين الاجتماعيين والمدونين ذوي المركز المالي الضعيف الذين يخشون من متابعة أنشطتهم التدوينية وتعبيرهم عن آرائهم في المواضيع العامة في حال تم تغريمهم بغرامات باهظة كما يحدث اليوم من قبل محكمة المطبوعات، بخلاف الصحافيين الذين هم في موقع افضل لناحية الحماية التي تؤمنها مؤسساتهم الاعلامية لهم.
ريتا كامل وعماد بزي هما مدونان يكتبان آراء شخصية الغرض منها النقد المشروع والتوعية الاجتماعية، في ظل التجاوزات التي يرتكبها اهل السلطة وشلل مؤسسات الرقابة التي تحمي المواطنين عموماً والمستهلكين خصوصاً، وما هذه الاستدعاءات المتكررة الا محاولات لكّم الأفواه، كما تشكل عائقاً يحول دون متابعتهم الكتابة، وبالتالي تقييداً لحرية التعبير في اطار المبادئ الراسخة في المجتمعات الديمقراطية.