0498500B 72C1 4C5c Afc0 2Ef6e2d88de0

منصة المجتمع المدني النسوي في لبنان تدين بشدة التعديات الممنهجة من قبل الدولة والمؤسسات الدينية على الحريات الفردية

خلال الأيـام القليلـة الماضيـة، وبينمـا كانـت بعـض المجموعـات تحتفـل سـلميا بشـهر الفخـر، صدمنـا بسلسـلة مـن الأحـداث العنيفـة والشـنيعة بمـا فـي ذلـك تدميـر الممتلـكات العامـة مـن قبـل بعـض البلطجيـة المنظميـن، وتهديـدات ضـد مجتمـع الميـم عيـن والمنظمـات الكويريـة، فضلًا عـن أشـكال مختلفـة مـن الترهيـب عبـر الإنترنـت وبشـكل مباشـر. وشـمل ذلـك أيضـا توزيـع عبـر الإنترنـت للائحـة النشـاطات التـي يجـري تنظيمهـا خـلال شـهر الفخـر ودعـوة الجميـع إلـى الهجـوم علـى هذه النشـاطات ووقفهـا. كمـا شـددت الدعـوات المجهولـة المصـدر على مسـؤولية السـلطات الدينيـة والدولة للتدخل ووقـف النشـاطات.

 

وممـا زاد الطيـن بلـة التحـرك السـريع لـوزارة الداخليـة والبلديـات فـي إصدار بيان شـنيع أيضـا يدين هذه الأحـداث السـلمية ويصفهـا بأنهـا ”غيـر أخلاقيـة“ و”غريبـة“ عمـا يسـمونه ”الثقافـة المحليـة“. وأعقبـت الـوزارة البيـان بإرسـال قـوات أمـن مدججـة بالسـلاح بملابـس مدنيـة وعسـكرية إلـى الأماكـن الثقافيـة والمســاحات المجتمعيــة المعنيــة لضمــان إلغــاء النشــاطات والفعاليــات. اســتعراض القــوة هــذا أكـد أن الدولـة اللبنانيـة هـي دولـة بوليسـية تقمـع حريـة التعبيـر. وتجـدر الإشـارة إلـى أن المؤسسـات الدينيـة المختلفـة قـد اتحـدت جميعهـا فـي تضخيـم خطـاب الكراهيـة ضـد مجتمـع الميـم عيـن ودعـت إلـى جبهـة موحـدة لمكافحـة مـا تعتبـره تهديـدا رئيسـيا للمجتمـع وكـررت دعوتهـا لمؤسسـات الدولـة
للتدخـل.

 

تديـن منصـة المجتمـع المدنـي النسـوي فـي لبنـان بشـدة الخطـوات غيـر الدسـتورية والعنيفـة التـي
اتخذتهـا وزارة الداخليـة والبلديـات والتـي تبشـر بالسـوء لمسـتقبل الحريـات الفرديـة فـي لبنـان وتشـير بوضــوح إلــى تصعيــد الإجــراءات القســرية التــي تتعــارض بشــكل واضــح مــع الدســتور ومــع جميــع اتفاقيـات حقـوق الإنسـان التـي لبنـان طـرف فيهـا.

 

نحــن، عضــوات وأعضــاء منصــة المجتمــع المدنــي النســوي فــي لبنــان، نؤكــد دعمنــا الكامــل لأفــراد مجتمــع الميــم عيــن فــي لبنــان، ولجميــع الجمعيــات التــي تعــزز المعرفــة والثقافــة وتقــدم الخدمــات لـكل السـكان فـي لبنـان، ولا تقتصـر فقـط علـى مجتمـع الميـم عيـن. ونحـن نقـف متحديـن/ات لإدانـة مـا أصبـح شـكلا متزايـدا مـن أشـكال القمـع الأمنـي والأصولـي والدينـي مـن قبـل الدولـة والمؤسسـات الدينيـة ضـد الحريـات والحقـوق. فـي حيـن أن الدولـة اللبنانيـة كانـت تتغاضـى عـن الجرائـم المرتكبـة ضـد النسـاء والفتيـات واللاجئيـن/ات وضـد مواطنيهـا ومواطناتهـا الفقـراء والمهمشـين/ات بشـكل عـام فإنهـا تـرى أنـه مـن المناسـب قمـع الأفـراد المسـالمين علـى أسـاس هوياتهـم الجنسـية وميولهـم الجندريـة وعلـى أسـاس مجـرد وجودهـم.

 

إن المنصـة تشـعر بالقلـق إزاء هـذه التطـورات، وسـتناقش الآليـات المتوفـرة في المسـاحات المحلية
والدوليـة لمسـاءلة الجهـات الفاعلـة الحكوميـة وغيـر الحكوميـة عـن الهجمـات على حقوق الإنسـان.

 

البيان بنسخة الـ PDF