IMG 0115

نشاط مهرجان الإعلام الجديد: الأصوات المتنوعة والمستقلة مهمة

في ختام مشروع "تعزيز الأصوات المتنوعة في لبنان" المدعوم من سفارة هولندا في لبنان، نظّمت مؤسسة مهارات وانترنيوز "مهرجان الإعلام الجديد: الأصوات المتنوعة والمستقلة مهمة" في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 من الساعة 9:30 حتى الساعة 17:00 في Artwork بيروت - الحمرا، شارك فيه صحافيون وصحافيون مواطنون وضم  منصات إعلامية متنوعة ومستقلة "نقد بوليتيكس"، "بشوفك"، "شريكة ولكن"، "الراوية"، "المباشر"، "منصة الحداثة"، "أنا هون"، "Tripoli LBN"، "سبوت كاست"، واستعرض المهرجان إنجازات هذا المشروع ووفر فرصة للتواصل بين المشاركين.

 

عمل مشروع "تعزيز الأصوات المتنوعة في لبنان" على معالجة الفجوات في المعلومات والقدرات من خلال إطلاق دراسة حول "تقييم المشهد الإعلامي والمعلوماتي في لبنان"، وعمل على تعزيز المحتوى الإعلامي الجيد الذي يلبي حاجة الشباب والنساء من المعلومات الموثوقة والحيادية من خلال التعاون مع مجموعة من المنصات البديلة لتدريبهم على منهجيات جديدة تتضمن تقنية الإصغاء إلى الجمهور، فضلًا عن التعاون مع مجموعة من 40 صحافي مواطن من كل أنحاء لبنان لإنتاج محتوى يلبي حاجات الجمهور ومبني على تطبيق منهجية الإصغاء إلى الجمهور، كما تم تدريبهم على أساسيات الصحافة، وتلقوا الدعم تقني والمتابعة خلال إنتاج محتواهم، ودعم بناء القدرات المخصصة لمنصات الإعلام البديل.

 

انطلق النشاط بكلمة للمديرة التنفيذية لـ"مؤسسة مهارات" رلى مخايل أكدت على أن المنصات البديلة شكلت فرصة كبيرة عبر الانترنت لنشر صورة الإعلام الحر والمستقل، وموضوع دعم هذه الأصوات المستقلة أساسي لتشجيع العمل على بيئة داعمة لها.

وتابعت "تقدمت مؤسسة مهارات بقانون إعلامي جديد ولكن لا يزال حتى اليوم في أدراج مجلس النواب وهناك مشروع لقنونة الإعلام الإلكتروني في المجلس النيابي، لذلك يجب التأكد من تأمين قانون يحقق الحماية للصحافة البديلة وليس تكبيلها."

وشددت على ضرورة خلق بيئة حاضنة للإعلام مبني على الحقائق، مستقل ومحمي وليس مبني على البروباغندا. وختمت "حان الوقت لحصول قفزة جديدة للإعلام ليعود إلى مكانته الريادية التي كان عليها من قبل."

 

ونوّهت المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "انترنيوز" سوزن نصر، إلى شجاعة المنصات الإعلامية البديلة والعمل الدؤوب التي قامت به في ظل الأوقات الصعبة التي يمر بها لبنان.

وقالت "جميع المنصات الإعلامية التي عملت على توصيل المعلومات إلى اللبنانيين والقيام بعمل صحافي مهني، صحيح أن الإعلام لا يمكن أن يحل الأزمات ولكن يلعب دورًا كبيرًا  في الإضاءة عليها كخطوة أولى نحو الإصلاح".

 

وكانت هناك أيضًا كلمة للسفير الهولندي في لبنان هانز بيتر فان دير وود، أكد خلالها أنه على الرغم من تقلص مساحات الحريات عالميًا في خضم الأزمات وفي الضيقات التي يمر بها العالم، كان لها أيضًا دورًا مهمًا في محاربة التلاعب بالمعلومات وانتشار الأخبار الكاذبة في وقت كثرت به هذه الأنواع من الأخبار وأصبح من الضروري العمل على إعادة بناء الثقة بين المواطنين والإعلام.

 

الاستماع للجمهور آلية لخلق محتوى تفاعلي وبنّاء

تحدثت الجلسة الحوارية الأولى التي حملت عنوان "الاستماع إلى الجمهور" عن أهمية تطبيق آلية الـ "Listening post" اي الاستماع للجمهور وأدارتها مديرة مهارات السيدة رلى مخايل، على قدرة إنتاج منصات الوسائط البديلة محتوى جذّاب تفاعلي يجيب على احتياجات ومطالب الجمهور المستهدف، وأجمع المتحدثون من مختلف المنصات البديلة - كارل حداد من منصة نقد بوليتكس، مريم ياغي من منصة شريكة ولكن، رولا موسى من منصة الحداثة، سعد مطر من منصة انا هون، فرح الحسنية من منصة بشوفك-  على استفادتهم الكبيرة من هذه التقنية وتمكنهم من فهم والجمهور والتقرب إليه كما أيضًا تمكنوا من رؤية فارق كبير في تعامل الجمهور معهم إذ شعر بأن هذه المنصات هي أيضًا قريبة منه ويهمها توصيل صوته ومطالبه لو لم يكن بمقدورها معالجة مشاكله.

في نهاية الحوار توصل المشاركين إلى مجموعة توصيات أبرزها; ضرورة وجود ائتلاف للمنصات البديلة بهدف التواصل بين الصحافيين، وأهمية التشبيك بين المنصات لتمرير هذه المعرفة والمتابعة بالعمل عليها.

 

جلسات المناقشة المفتوحة

بعد هذه الجلسة انطلقت جلسات نقاشية تفاعلية في ثلاث غرف منفصلة تحدثت عن "صحافة الحلول"، "الصحة النفسية" و"صحافة المواطن"، كان الهدف منها توفير فرصة للصحفيين والمواطنين الصحفيين لمناقشة هذه المواضيع بشكل جماعي والتنقل بين الغرف بحسب اهتماماتهم.

 

المرأة في الإعلام والسياسة: لا زالت تواجه رغم التحديات

عرضت في الجلسة الثانية ثلاثة نساء عن دور المرأة في الإعلام والعنف الذي تتعرض له والتضييق خلال ممارسة عملها. تحدثت الناشطة والصحافية المواطنة جويل عبد العال عن أهمية تضخيم أصوات النساء وقضاياهن من خلال وسائل الإعلام. وروت مؤسسة منصة الراوية ميشال عيد، عن الضغط النفسي التي تعيشه المرأة وضرورة مشاركة المشاعر والحالة النفسية للأفراد حتى خلال عملهم، الذي ينعكس إيجابًا على إنتاج المحتوى وإيصالها للجمهور. وشاركت المحامية فيرينا أميل وهي أصغر مرشحة خلال انتخابات 2022، مع الحضور التجربة الشخصية التي عاشتها مع وسائل الإعلام أثناء الانتخابات والتمييز الذي واجهته كامرأة وفي الغالب كمرشحة شابة.

 

وهنا الفيديو الذي عُرض  خلال المهرجان، يوثّق نتائج رصد مؤسّسة مهارات للعنف ضد المرأة في السياسة خلال فترة الانتخابات النيابية 2022، على المحطات التلفزيونية اللبنانية ومواقع التواصل الاجتماعي

 

 

بُعد الناشط في الإعلام البديل

وانعقدت جلسة حوارية ثالثة أدارتها الصحافية ديانا مقلد تمحورت حول "بُعد الناشط في الإعلام البديل" ناقشت مع ضيوفها ناي الراعي باحثة نسوية، صحافية وناشطة، رواد ضاهر من بالمباشر، ميشال عيد من منصة الرواية، زهراء ديراني من منصة شريكة ولكن، سعد مطر من منصة أنا هون - ناقشت السياسة المتبعة من المنصات في تغطية الأحداث إذا كانت تعتمد على المعايير الكلاسيكية للصحافة فقط أو تمزج بين الأساسيات الصحافية والنشاطية، والمصادر وسرعة نشر الخبر الذي تعتمده. إذ أكد المشاركون في الحوار ضرورة المزج في بعض الأوقات ما بين هاتين السياستين لتتمكن من إحداث فرق والتميّز عن الإعلام البديل واعتبروا المزج بين الأكاديمية والنشاط هو أمر ضروري، من المفترض اتباعه منذ البداية.

كما ناقشت مقلد التحيّز في الضيوف واختيارهم، والتحيز في اختيار المواضيع، ومن هنا انقسمت الآراء بين من هم ضد إعطاء مساحة للمتجني ومن يرى هناك ضرورة لذلك خصوصًا في حالة السياسيين للتذكير بأعمالهم وأخطائهم أمام الجمهور.

وأكدت المنصات تمكنها من خلق فجوة ولو صغيرة في العالم الصحافي على الرغم من سيطرة الإعلام التقليدي عليه، وتأمل على توسيع هذه الفجوة لخلق موقع خارج استقطاب الإعلام التقليدي.

 

المشهد القانوني للإعلام البديل لا يزال معقدًا

وفي جلستين متوازيتين تحت عنوان "اسأل الخبراء"، تمحورت الجلسة الأولى حول "المشهد القانوني للإعلام البديل" تحدث خلالها الخبير القانوني المحامي طوني مخايل وكانت هناك مداخلات لأنطوني بركات من منصة نقد، وسعد مطر من أنا هون. نوّه خلال هذه الجلسة الأستاذ طوني مخايل على الصعوبات التي تواجهها المنصات من جهة تسجيلها قانونًا والوضع الاقتصادي والمالي وأزمة المصارف التي تلزم المنصات فتح حساب بالعملة اللبنانية وقدّم توصيات ختامية تساعد المنصات على فهم المشهد القانوني وآلية التسجيل.

 

التحقق من صحة الخطابات السياسية: نظرة إلى الانتخابات البلدية

أما الجلسة الثانية عرضت "أهمية التحقق من صحة الخطابات السياسية أثناء الانتخابات" وقدمّ خلالها فريق التحقق من المعلومات في مؤسسة مهارات كل من الصحافية لورا رحّال والصحافي بلال ياسين أبرز المعلومات التي تم التحقق منها خلال وبعد الانتخابات النيابية والنتائج التي توصل إليها تقرير "مقالات التحقق من المعلومات الانتخابية" بالأرقام، وأشارت منسقة الإعلام والتواصل في الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات لادي ساندريلا عازار إلى أبرز أعمال الرصد والمراقبة التي قامت بها LADE خلال الانتخابات بالتعاون مع فريق التحقق من المعلومات في مهارات قسم Fact-O-Meter.

وشاركت الصحافية فرح الحسنية من منصة بشوفك خبرتها خلال فترة الانتخابات والدور التي لعبته المنصة على الرغم من عدم انغماسها بالمسائل السياسية بهدف نشر التثقيف الانتخابي لسكان الشوف.

 

 ونوّهت عازار إلى أنه "قد تكون عملية ضبط ومراقبة الانتخابات البلدية أصعب بسبب عدد البلديات والأيام التي ستُجرى خلالها الانتخابات، وغياب هيئة مستقلة تُشرف على الانتخابات، واختلاف الخلفية وتحديداً المادية للمرشحين" كإحدى أبرز التحديات التي تمثلها الانتخابات البلدية، ولكن في الختام قدم كل من المشاركين سلسلة من التوصيات للانتخابات البلدية المقبلة أبرزها; التحلي بالمسؤولية خلال نشر المعلومة، والتروي قبل النشر للتأكد من المصادر وصحة الخبر، التواصل المباشر مع المصادر الأساسي والأشخاص المعنيين للتحقق من الأخبار وأهمية التشبيك بين المنصات المحلية والمؤسسات المراقِبة والتحقق من المعلومات لتوسيع عملية المراقبة.