نظّمت مؤسسة مهارات بالتعاون مع مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن "DCAF" في آذار/مارس 2024 تدريبًا حول أسس ومبادئ التغطية الإعلامية لقضايا الأمن في لبنان لـ 23 صحافي/ة يمثلون مختلف وسائل الإعلام (مرئي، مكتوب، مواقع الكترونية، اعلام بديل)،  وأشرف على التدريب الإعلاميين إدمون ساسين ولارا الهاشم، وذلك في فندق راديسون بلو - فردان. 

وكانت مؤسسة مهارات قد نشرت دراسة في كانون الأول 2023 حول رصد التغطية الإعلامية لقطاع الأمن في لبنان، ركّزت على رصد وتحليل كيفية تغطية وسائل الإعلام الأحداث الامنية، وتعاطيها مع التجاوزات التي قد تقوم بها القوى الامنية، ومدى احترام مبادئ حقوق الإنسان، وإن كانت وسائل الإعلام تلعب دورها النقدي والرقابي في المجتمع.

امتد التدريب لخمسة أيام (06-07-12-14-20 آذار) تعرفّ من خلاله المشاركون/ات قضايا عدة منها: ما هو القطاع الأمني، وما هي الحدود القانونية للأجهزة الأمنية، اشكال العلاقة بين الصحافي والقطاع الامني، المعايير الصحافية لإعداد التقرير الامني، القواعد الأخلاقية والمهنية التي يجب الالتزام بها عند التغطية للقضايا الامنية، كيف يحصل الصحافي على مصادره الامنية، وما هي الصحافة الاستقصائية الامنية.

قدم ممثلو الموسسات الأمنية وهم: رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي العميد جوزيف مسلّم، نائب مدير عام أمن الدولة العميد حسن شقير، ورئيس فرع الإعلام في مديرية المخابرات في الجيش اللبناني العميد مصباح خليل، مداخلات حول علاقة المؤسسات الأمنية والإعلام.

ووفر التدريب جلسات متخصصة حول تحقيقات المباحث الجنائية قدّمها العميد حسين خشفة، وإجراء محاكاة عمليّة لمسرح جريمة مُصطنع مع المتخصصة في علم الجريمة باميلا حنينة، للتعرّف على كيفية تعاطي الصحافيين/ات معه ضمن المعايير الفُضلى. كما كانت هناك جلسة تتناول الصحة النفسية للصحافيين وخاصة لناحية التعامل مع الصدمات قدمها المتخصص في علم النفس العيادي الدكتور جورج أبو مرعي.

وعن فائدة التدريب، قالت الصحافية غريس الهبر "بالنسبة لي شخصيًا فإن تدريب التغطية الإعلامية للقضايا الأمنية كان جدًّا مفيد وضروري وتميّز بالاحترافية حيث عرّف القضايا الأمنية وموجبات الصحافي في هذا النوع من التغطيات، وأعتقد أنه سيساهم في تطوير عمل الصحافيين في لبنان خاصة في كيفية مقاربة القضايا الأمنية وصولًا الى تعزيز الرقابة على المؤسسات الأمنية والتي عادةً ما يتعامل معها الإعلام بحذر".

بدوره أكد الصحافي مازن مجوّز أن التدريب مهم خاصة من النواحي القانونية وتحديد العلاقة بين الإعلامي ورجل الأمن ومعرفة ما هو المسموح وغير المسموح للصحافي نشره عندما يتعلق الأمر بالقضايا الامنية. وأضاف مجوّز: " إكتسبت أساليب وطرق جديدة تتعلق بتوزيع الأولويات عند التغطية المباشرة للأحداث الأمنية، وأنصح الزملاء والزميلات في كل وسائل الإعلام الالتحاق بهكذا تدريبات وزمالات لانه وحتى ان امتلكوا بعض الخبرات في تغطية المواضيع الامنية فإنه يبقى هناك نقص في الإحاطة بكل جوانب الموضوع".