لبنان يمتنع عن توقيع بيان"التحالف من اجل حرية الاعلام" العالمي
استرعى انتباه "مؤسسة مهارات" عدم توقيع لبنان على البيان الختامي للاجتماع الوزاري الصادر عن المؤتمر العالمي الثاني لحرية الاعلام الذي استضافته في 16 تشرين الثاني 2020 كندا وبوتسوانا وذلك عبر منصة رقمية. هذا البيان حمل توقيع 36 دولة عضوا في "تحالف من اجل حرية الاعلام" من اصل 37 عضو، من دون توقيع لبنان، البلد العضو في هذا التحالف، والذي كان حاضرا في الاجتماع الوزاري ممثلا بوزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبي. اي ان لبنان هو البلد الوحيد في التحالف الذي لم يوقع البيان الختامي.
هذا المؤتمر الذي ادار جلسات الحوار فيه وزير الخارجية الكندي فرانسوا فيليب شامباين وحضره ممثلون عن حكومات ومجتمع مدني واكاديميين ومنظمات دولية، صدر في نهايته بيان ختامي عن الاجتماع الوزاري الذي اعلن فيه اعضاء "التحالف من اجل حرية الاعلام" عن عقدهم لاول اجتماع على المستوى الوزاري لتبادل الاراء وتنسيق الجهود للدفاع عن حرية الاعلام على المستوى العالمي. وكان قد وقع اعضاء التحالف على تعهد عالمي حول حرية الاعلام والتزم كل منهم بالعمل على تعزيز حرية الاعلام وسلامة الصحافيين، وذلك خلال المؤتمر الاول للتحالف الذي استضافته المملكة المتحدة في تموز 2019.
وطالب البيان الختامي الدول الاعضاء في التحالف العمل على توفير مزيد من الحماية للصحافيين وضمنا في الفضاء الرقمي وانهاء الافلات من العقاب ليتمكن الصحافيون حول العالم من القيام بمهامهم بحرية. كما ندد البيان بالاعتداءات ضد الصحافيين واعتبر حرية التعبير ضمانة اساسية لحقوق الانسان وان الاعلام حجر اساس للديمقراطية، ولا يمكن للراي العام ان يقوم بمحاسبة السياسيين وبلعب دور رقابي دون اعلام حر ومستقل.
وتخوف البيان من تراجع الحريات الاعلامية بسبب الانظمة الديكتاتورية واستخدام الادوات الرقمية التي تحد من حرية التعبير، وانعكاس ذلك في القوانين الزجرية والرقابية وفي الممارسات القمعية ضد الصحافيين التي تعيق تداول المعلومات في الفضاء الرقمي.
ودعا البيان الى ايجاد بيئة ملائمة للتداول الحر للمعلومات تقوم على اعلام حر مستقل متعدد ومتنوع تكون كل الفئات وحتى الاكثر تهميشا ممثلة فيه وضمنها النساء والمثليين.
وتضمن البيان سلسلة توصيات للدول اهمها توفير ملاذ امن للصحافيين وتعزيز الاعلام المستقل وديمومته في ظل بيئة قانونية داعمة لحرية التعبير والتنوع.
تستغرب مؤسسة مهارات تمنع لبنان عن التوقيع على البيان الختامي الذي دعا الدول الاعضاء في التحالف الى مزيد من الضمانات لحماية حرية الاعلام وسلامة الصحافيين وحرية التعبير وتعزيز التنوع. يأتي ذلك في ظل تراجع مستوى الحريات في لبنان وتزايد الاعتداءات والتوقيفات والتضييق على الصحافيين والناشطين لاسيما الذين لديهم اراء نقدية حول الاوضاع في لبنان وفي ظل ممارسات تعيق الوصول الى المعلومات وتمنع الصحافيين من القيام بدورهم الرقابي على السلطات السياسية.
تطالب "مؤسسة مهارات" الخارجية اللبنانية بتوضيح سبب عدم توقيع لبنان على البيان الختامي وما اذا كان يحمل بخلفياته قرارا سياسيا واضحا بعدم دعم وتعزيز حرية الاعلام والصحافة في مرحلة دقيقة من الانتقال الديمقراطي الذي يستوجب مزيدا من تعزيز دور الصحافة الحرة في المساءلة.
وتتمنى "مؤسسة مهارات" من الحكومة اللبنانية اعادة النظر بموقفها والالتحاق بموقف اعضاء التحالف الذي عبروا عنه في بيانهم ، كما تدعوها الى ان تأخذ موقفا متقدما في الدفاع عن الحريات الاعلامية وتأمين سلامة الصحافيين والالتزام بتعهداتها الدولية، لاسيما ان لبنان كان متقدما في هذا المجال. الا ان بيئة العمل الصحافي لناحية الحرية والسلامة في لبنان كانت قد تراجعت بشكل دراماتيكي في السنوات الماضية، وتحصين هذه البيئة للعمل الصحافي تستدعي عمل الحكومة اللبنانية على تعزيز منظومة حماية الحق في التعبير وتأمين سلامة الصحافيين.