ينتشر العنف ضد المرأة في السياسة بشكل خاص في لبنان حيث تتعرض النساء لأشكال عديدة من العنف بما في ذلك العنف الجسدي والعنف النفسي والعنف الجنسي، إضافة إلى التهميش في مختلف مجالات الحياة العامة. من خلال التمييز والصور النمطية الضارة ضد المرأة في السياسة، تساهم وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر العنف ضد المرأة في السياسة. وبالمثل، تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي الآن كوسيلة جديدة لتعريض النساء للعنف. ومع ذلك، وبسبب العنف ضد النساء والفتيات عند تقاطع الأدبيات النسوية والعلوم السياسية، فإن البحث والاستجابات السياسية للعنف ضد المرأة كان ضئيلًا حتى السنوات الأخيرة، لا سيما في البلدان التي لا يزال تمثيل المرأة فيها منخفضًا. ومن هنا تأتي أهمية جمع وتحليل البيانات المتعلقة بهذا الأمر.

لذلك، تسعى هذه الدراسة المشتركة بين مؤسسة مهارات ومدنيات وبدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى رصد العنف ضد المرأة في المجال السياسي خلال الفترة الانتخابية في لبنان عام 2022 من خلال وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي من خلال رصد وتوثيق وتحليل الخطاب السياسي والإعلامي خلال الفترة الانتخابية لفهم العنف ضد المرأة في المجال العام بشكل أفضل في اطار وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

تضمنت منهجية الدراسة تحديد الجهات الفاعلة ذات الصلة، وحسابات وسائل الإعلام الرئيسية التي ستتم مراقبتها على منصات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام السائدة، وتحديد المعجم ذي الصلة المتعلق بالعنف ضد المرأة في المجال السياسي. لإنجاز هذه الدراسة، تم رصد نشرات إخبارية وبرامج حوارية لـ 7 محطات تلفزيونية، بالإضافة إلى 117 حسابًا على مواقع التواصل الاجتماعي تضم مرشحات وناشطات في السياسة.

وبحسب الدراسة، فإن 7٪ من مجموع التعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي المرصودة لـ 18 مرشحة خلال شهر آذار كانت بدافع العنف ضد المرأة. استنادًا إلى عينة من 102 مرشحة كانوا أكثر المرشحات نشاطا على منصات التواصل الاجتماعي في نيسان، بلغت نسبة التعليقات على مواقع المرشحات التي تندرج ضمن فئة العنف ضد النساء والفتيات 2 بالمائة.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذا الانخفاض في نسبة تعليقات VAWP خلال شهر نيسان مقارنة بفترة شباط و آذار لا يمكن تفسيره بانخفاض في عدد تعليقات VAWP بل إلى العدد الأكبر من الحسابات المراقبة ، وتخفيف تأثير العنف ضد النساء والفتيات على بعض النساء المستهدفات.

خلال فترة ما قبل الانتخابات، ارتفعت نسبة تعليقات VAWP من 2٪ إلى 3٪ في أيار مقارنة بشهر نيسان.أما بالنسبة لمرحلة ما بعد الانتخابات التي تمتد من 16 أيار 2022 وحتى 20 أيار 2022 ، يمكن تصنيف 0،7٪ من التعليقات على أنها VAWP بناءً على رصد صفحات التواصل الاجتماعي لثمانية مرشحات منتخبات.

كما رصدت مؤسسة مهارات وجود النساء عبر البرامج التلفزيونية الانتخابية والسياسية على محطات التلفزيون اللبنانية.

تظهر النتائج سيطرة الرجال على المناقشات السياسية على المحطات التلفزيونية في الفترة الممتدة من شباط إلى أيار ، حيث بلغ تمثيل الذكور 93 ٪ وتمثيل الإناث بنسبة 7 ٪ خلال الفترة من فشباط إلى آذار. أما في شهري نيسان و أيار، فقد بلغ تمثيل الذكور 78٪ و 88٪ على التوالي.

علاوة على ذلك، سُجلت عدة حالات عنف في التلفزيون ضد المرشحات خلال الفترة من شباط 2022 إلى أيار 2022.

ومن أجل إيقاف العنف ضد المرأة في السياسة من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في لبنان ، تحث مؤسسة مهارات ومدنيات صانعي القرار على تعزيز آليات الشكوى في سياق العنف ضد المرأة من خلال إشراك مختلف مستويات المؤسسات القضائية. كما تدعو مؤسسة مهارات ومدنيات وسائل الإعلام إلى ضمان تغطية إعلامية شاملة ومتوازنة. علاوة على ذلك ، يجب أن تتبنى منصات وسائل التواصل الاجتماعي نهجًا سياقيًا وثقافيًا يضمن مراعاة النوع الاجتماعي في سياق تعديل المحتوى. علاوة على ذلك ، يجب على المرشحات تبادل الخبرات المتعلقة بالعنف ضد النساء والفتيات من خلال زيادة التواصل لبناء أفضل الممارسات التي من شأنها أن تسهم في مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد المرأة. أخيرًا ، تدعو مؤسسة مهارات ومدنيات المجتمع المدني إلى بناء منصة نسوية لتمكين المرأة في السياسة من أجل خلق أجندة مشتركة لمحاربة العنف ضد المرأة والرجل.

للإطّلاع على التّقرير باللّغة العربيّة، اضغط هنا

للإطّلاع على التّقرير باللّغة الإنكليزيّة، اضغط هنا