أداء الإعلام الانتخابي التّلفزيوني في الانتخابات النّيابيّة 2022
أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة مهارات أن مبدأ تكافؤ الفرص لم يتأمّن من حيث أداء الاعلام الانتخابي في الانتخابات التشريعية اللبنانية 2022. وحسب التقرير الصادر اليوم، تحت عنوان "أداء الاعلام الانتخابي التلفزيوني خلال الانتخابات التشريعية اللبنانية 2022"، وهو خلاصة رصد محطات التلفزيون المحليّة منذ أول شباط حتى تاريخ الاستحقاق الانتخابي، ظهرت فوارق كبيرة بين المرشحين وبين الأحزاب في نسب ظهورها التلفزيوني خصوصا لصالح الأحزاب التقليدية، ولم يتساو المرشحون في ظهورهم في البرامج الحوارية، لا بل كانت الفوارق بينهم كبيرة جدا. كذلك لم تحصل المرشحات النساء على المساواة في الظهور التلفزيوني مع المرشحين الرجال.
وقد خلصت الدراسة الى أنّ الانتخابات النيابية في لبنان أظهرت مرّة جديدة حصول خلل في أداء وسائل الاعلام ما يثير مخاوف وتساؤلات حول سلامة العملية الانتخابية، في وقت تعتبر نزاهة الانتخابات ونجاحها وتحقيق أهدافها في أي نظام ديمقراطي مرتبطة بممارسة إعلامية سليمة، تضمن قيام وسائل الاعلام بدورها في هذه العملية. وتقدم الدراسة خلاصات وتوصيات سعيا لمعالجة الثغرات في الممارسة الإعلامية سواء على صعيد النصوص القانونية أو على صعيد الممارسة الصحافية الميدانية. ودعت مهارات الى المطالبة بادارة مستقلة للانتخابات، وتفعيل قانون الحق بالوصول الى المعلومات واتاحتها من قبل السلطات العامة، وتفعيل التواصل العام والتثقيف الانتخابي، وحماية التدفق الحر للمعلومات والوصول اليها وحماية عمل الصحافيين الميدانيين، وتفعيل تطبيق القانون لناحية الاعلام والاعلان الانتخابيين لضمان مبدأ تكافؤ الفرص في وسائل الإعلام وذلك من أجل تمكين كل الاطراف من الوصول الى الناخبين وشرح برامجهم.
وفي التفاصيل، بيّن رصد المحطات أن الأحزاب التقليدية ما تزال تسيطر على المشهد الإعلامي وتحظى بالحجم الأكبر من التغطيات الإخبارية ومن حجم البرامج الحوارية في هذه المحطات، ما يطرح مخاوف عن امكانية الأحزاب الناشئة وحركات التغيير أن تعرّف بنفسها وأن تطرح رؤيتها للتغيير. ولم يحظ المرشحون من القوى الناشئة والذين بلغت نسبتهم حوالي 60% من مجمل المرشحين، بفرص ظهور تلفزيوني متكافئة مع القوى التقليدية. ويتبيّن في رصد الوصول المباشر للمرشحين من القوى الناشئة في نشرات الاخبار التلفزيونية من 1 شباط حتى 15 ايار، أن هذه القوى لم تحصل سوى على نسبة 5% فيما القوى التقليدية حصلت على 95% من نسبة الظهور. أما في البرامج الحوارية من 1 شباط حتى موعد الانتخابات، فجاءت نسبة ظهور القوى الناشئة مرتفعة قياسا الى حضورها في النشرات الاخبارية، وبلغت 37% في مقابل 63% للقوى التقليدية.
أما بالنسبة للتغطية الاعلامية التي حظيت بها المرشحات، النساء لم يحصلن على المساواة في الظهور التلفزيوني مع المرشحين الرجال. وقد بلغ عدد اللوائح الانتخابية المسجّلة 103، وعدد المرشحين 718، بينهم 600 رجلا و 118 امرأة، فتكون نسبة النساء المرشحات 16.43% من مجموع المرشحين. غير أنّ نشرات الاخبار التلفزيونية المرصودة من أول شباط حتى تاريخ الاستحقاق بلغت حصة المرأة 5% في مقابل 95% للرجال. وارتفعت نسبة مشاركة المرأة الناشطة في الحقل السياسي في البرامج الحوارية بحيث بلغت نسبة ظهورها 18% في مقابل 82% للرجال.
فيما انحصرت مساحة مواد التثقيف الانتخابي الرسمي على المحطات بين 1 شباط و15 ايار بنسبة 0.13% من مجمل مساحة التغطية التلفزيونية للفاعلين السياسيين والقضايا المتعلقة بالشأن الانتخابي. ولم يلحظ اي انتاج اعلامي مادة اعلامية انتخابية مخصصة لذوي الاعاقة. وبينت الدراسة ان البرامج الحوارية تحولت الى برامج "الضيف الواحد" حيث غابت النقاشات، كما تعرض الدراسة بالتفصيل نسب الظهور الاعلامي للمرشحين والاحزاب المتنافسة.
وعمدت الدراسة الى مراقبة ما تبثه المحطات التلفزيونية المحلية (7 محطات) منذ الاول من شباط 2022، وبلغ مجموع التغطية العامة للفاعلين السياسيين التي تمّ رصدها في هذه المحطات حتى 15 ايار 2022، ما مجموعه ٨٥٠ ساعة دون احتساب المساحات المخصصة لبرامج الاعادة. شملت هذه المساحة من التغطية التلفزيونية كل برامج القنوات الممتدة من الساعة 10 صباحا حتى منتصف الليل عن الفترة الزمنية من 1 شباط حتى 15 ايار وتضّمنت رصد ظهور وتصريحات الفاعلين السياسيين فضلا عن المساحة المخصصة لبثّ المعلومات المتعلقة بالشأن الانتخابي والتوعية والتثقيف والدعاية الانتخابية.
للإطّلاع على التّقرير الكامل باللّغة العربيّة، إضغط هنا
للإطّلاع على الملخّص التّنفيذي باللّغة العربيّة، إضغط هنا
للإطّلاع على التّقرير الكامل باللّغة الإنكليزيّة، إضغط هنا
للإطّلاع على الملخّص التّنفيذي باللّغة الإنكليزيّة، إضغط هنا