دراسة الشركات الاعلامية الناشئة في لبنان
أعدت كل من ”مهارات“ و“دوتشيه فيله“ (DW، أو الموجة الألمانية)، دراسة بعنوان ”الشركات الإعلامية الناشئة في لبنان“، للتوقّف عند المشاريع الريادية الإعلامية الحديثة ومعاينتها والتوقّف عند بعض هذه التجارب. فإذا كان الإعلام في لبنان- والعالم أجمع - يعيش أزمة حقيقة على مستوى التمويل من جهة، والتطوير المرافق للإنترنت والاستخدام الرقمي من جهة أخرى، فكيف يمكن انشاء شركات إعلامية ناشئة في لبنان؟ في أي إطار وكيف؟ بأي تحديات وما هي عناصر المواجهة؟ وأسئلة كثيرة شكّلت إشكاليات الدراسة. مع العلم أنّ لبنان يعتبر أحد عواصم الابتكار الرقمي المزدهرة في منطقة الشرق الأوسط ، إذ يستضيف حوالي 13% من إجمالي عدد المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا حيث بلغ عدد الاستثمارات في هذا المجال أكثر من 100 استثمار بين العامين 2013 و2016
Media Startups in Lebanon - Study
دراسة الشركات الاعلامية الناشئة في لبنان
وعلى مدى السنوات الماضية، وبالمقارنة مع أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأخرى، ارتفع لبنان بشكل ثابت في كل من عدد الصفقات (حوالي 40 صفقة في عام 2016) وقيمة الصفقات (حوالي 56 مليون دولار في عام 2016). مع العلم أنّ التعميم رقم 331 الصادر عن مصرف لبنان عام 2014، قد ساهم في تعزيز المشهد للشركات الناشئة، حضوراً ومشاريع
وتوصّلت إلى مجموعة من الأرقام والوقائع، أبرزها أنّ في لبنان حولي 372 موقعاً إعلامياً الكترونياً مسجلين لدى المجلس الوطني للإعلام، لا توافر في أغلبها الصفة المطلوب، أي شركة إعلامية نائشة. فما هي الشركة الإعلامية الناشئة؟ يعني أي مشروع تم تأسيسه من الصفر وتمكّن من تحقيق النجاح بغضون سنتين، وهو قابل للتكرار والتوسع والتطوّر، وسمته الأساسية النمو إضافة إلى تقديم شيء جديد لحل مشكلة قديمة
ومن بين المشاريع الإعلامية الناشئة في لبنان، يمكن ذكر المواقع الآتية
موقع درج، الذي أسسته مجموعة من الصحافيين الذين جاؤوا من مؤسسات صحافية تقليدية تعيش كغيرها أزمات مالية، وتخضع للمال السياسي وأجندات الممولين. ويعتبر موقع درج ذا توجه عربي، ويعمل على صيغة مرحلية للوصول إلى نموذج اعمال يعود عليه بعائدات تضمن استمراره
مهارات نيوز (Maharat-news)، وهي منصة متعددة الوسائط أطلقتها مؤسسة ”مهارات“لنشر تحقيقات معمقة واستقصائية، والتحقق من مواقف السياسيين والإعلام وتصريحاتهمإضافة إلى قصص حول انتهاكات حقوق الإنسان والحريات العامة
منصة ميغافون (Megaphone)، التي ولدت على موقع فايسبوكعام 2017،أسسها ناشطون متطوعون لمعالجة الأخبار بشكل سردي بصري يخاطب الشباب لجعلهم مواكبين للواقع السياسي اللبناني. ويبحث هؤلاء المتطوّعون الشباب عن حاضنة تساعدهم للتحوّل إلى شركة إعلامية ناشئة
لبنة أند فاكتس (Labneh & Facts)، منصة نشأت عام 2016 تحاول اتّباع نموذج الشركات الاعلامية الناشئة، تضيء على قصص لبنانية باللغة الانكليزية تعنى بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية من أجل التغيير ومد الجسور
وفي لبنان، العديد من الشركات الاعلامية التي تقدم محتوى متخصص، مثل
آراب نت (Arab Net)، شركة اعلامية تنظّم بتنظيم المؤتمرات، وتقدّم باللغة الإنجليزية محتوى إعلامياً يركّز على ريادة الأعمال في العالم الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
ستيب فيد (Step Feed)، منصة تقدم محتوى إعلامياً باللغة الانكليزية أيضاً من المنطقة، وترتكز على على قصص يتمّ تداولها بين الشباب وهي حساسة لحقوق الإنسان والمرأة
ديواني (Diwanee)، يقدّم محتوى ترفيهي للنساء في المنطقة العربية باللغة الانكليزية
بالإضافة إلى العديد من المشاريع والمواقع والمنصات الأخرى التي تشير إليهم الدراسة، تطرّق جزء منها إلى العوائق التي تواجهها الشركات الناشئة، ويمكن تلخيصها بغياب المستشارين والحوار وبناء علاقات مع مستثمرين، كيفية تحويل المحتوى الذي تقدمه الشركات الاعلامية الناشئة إلى محتوى جذاب للجمهور، واستخدام استراتيجيات سليمة في مجال المبيعات والتسويق
كما تواجه المنظومة الراعية لإنشاء شركات إعلامية راعية تحديات عديدة منها عدم استقرار الدخل المادي، عنصر المخاطرة المتعارض مع ذهنية التوظيف التي تأسس عليها الصحافيون، نقص الخبرة لاسيما بالتسويق وبناء نموذج عمل قابل للاستدامة
ويتطرّق جزء من الدراسة إلى الإعلام والابتكار في الجامعات اللبنانية، حيث تستعرض كيفية تعاطي مختلف الجامعات الخاصة والجامعة اللبنانية في إدخال طلابها معترك الريادة هذا الامر يتطلب من الجامعات تطوير الانظمة والبرامج التعليمية والتعاون مع بيئة الاعمال ومؤسسات المجتمع لتوليد ونقل وتوظيف المعرفة والتقنية لخدمة المشاريع الريادية
وثمة فرصة حقيقة يجب الاستفادة منها على مستوى الصناديق الاستثمارية لدعم روّاد الإعمال، إذ تكشف الدراسة عن وجود نحو 11 شركة لديها صناديق استثمارية، أبرزها MEVP وBerytechإضافة إلى UK Tech Hub والحاضنات والمؤسسات الداعمة مثل Wamda وAlt City وFlat 6 Labs وSpeed
أما أبز خلاصات الدراسة، فتشير إلى ضرورة تعزيز هذه المشاريع الناشئة وحمايتها بالقوانين والمعاملات الإدارية من جهة، وبالدعم والتطوير من جهة أخرى. كما أنّ المؤسسات الاعلامية الناشئة مدعوة الى تطبيق ”التجديد الاستراتيجي“ واعادة التفكير بالتوجهات والفرص، في حين الجامعات والأكاديميات بحاجة إلى دخول معترك الإبتكار والابداع في مناهحها. وقد يكون ذلك متاحاً في حال إقرار استراتيجيا جامعة لكل القطاعات توجّه خريطة عمل فعلية لكل منها من أجل النهوض أكثر في مجال المؤسسات الناشئة عموماً والمتخصص بالإعلام خصوصاً