القيّمون على العمليّة الانتخابيّة غائبون
أصدرت مؤسسة مهارات تقرير التغطية الانتخابية في محطات التلفزيون المحليّة عن شهر كانون الثاني 2022 بناءً على عملية رصد تجريها للمحطات التلفزيونية ومن خلال مراقبة نشراتها الاخبارية وبرامجها الحوارية. ويسعى برنامج الرصد هذا الذي تجريه مؤسسة مهارات بالتعاون مع اليونسكو الى مواكبة مسار الانتخابات النيابية المقررة في شهر أيار المقبل في اطار تعزيز الديمقراطية والحريّات العامة فضلا عن مراقبة وسائل الاعلام التي تضطلع بدور رئيسي في التحضير للعملية الانتخابية.
وتواكب عملية الرصد سير التحضيرات للعملية الانتخابية كمثل: الاهتمام المعطى للمسارالانتخابي، حجم التغطيات في نشرات الاخبار والبرامج الحوارية، الاطراف المستفيدة من المساحة الإعلامية، الحجم المعطى للتثقيف الانتخابي ولدور المرأة، موقع الأحزاب اللبنانية في التغطيات وغيرها.
سجلت نتائج الرصد غياب التثقيف الانتخابي على المحطات التلفزيونية مع نسبة 1% فقط للتوعية الانتخابية. فيما سجلت نسبة المساحة المخصصة لمتابعة التحضيرات للإنتخابات تبعا لموجبات واستحقاقات الروزنامة الانتخابية 7%. اما المساحات الاخرى فجاءت بنسبة 92% للمواضيع الاخرى المتعلقة بالانتخابات من حملات ومواقف ونشاطات وآراء وارقام وتحاليل تتعلق بالانتخابات.
كما بيّن الرصد غياب القيّمين على العملية الانتخابية كوزارة الداخلية وهيئة الاشراف على الانتخابات عن المشهد الاعلامي. ففي حجم التغطيات حلّ ممثلو ادارة العملية الانتخابية آخرا لناحية الظهور الاعلامي ومساحة التغطية مما يؤشر الى غياب وزارة الداخلية ومديرية الشؤون السياسية وهيئة الاشراف عن الظهور الاعلامي والتواصل مع الناخبين والمرشحين. في حين حلّ السياسيون التقليديون أولا، يليهم فئتا محلل صحافي وخبير في الشأن الانتخابي، ثم المجموعات السياسية الناشئة، فبعض المرشحين ورجال الدين وناشطين عن المجتمع المدني.
وقد أظهرت الدراسة أن محطة OTV تخصص المساحة الاعلى لموضوع الانتخابات، فيما محطة المنار تأتي في المرتبة الاخيرة بين باقي المحطات في مواكبتها الموضوع الانتخابي، وذلك خلال شهر كانون الثاني 2022.
وبين رصد المحطات أن الأحزاب التقليدية ما تزال تسيطر على المشهد الإعلامي وتحظى بالحجم الأكبر من التغطيات الإخبارية ومن حجم البرامج الحوارية في هذه المحطات، ما يدعو الى التساؤل كيف يمكن للاحزاب الناشئة وحركات التغيير أن تعرّف بنفسها وأن تطرح رؤيتها للتغيير.
كما أظهر الرصد استمرار الهيمنة الذكورية على المشهدين السياسي والإعلامي اذ ما تزال حصّة المرأة على هذه المحطات هامشية ولا تتعدى نسبة 10%. فيما ظهر بصيص أمل نسائي من خلال الحركات السياسية الناشئة حيث تلعب المرأة فيها دورا فاعلا. غير أن موضوع مشاركة المرأة السياسية وموقعها والدور المناط بها في السياسات العامة والكوتا النسائية فقد كانت غائبة عن النقاش الانتخابي اذ لم تحظ سوى بنسبة 0.05% من المضامين الاخبارية والحوارية.
ويذكر أنه تقرير الرصد الثالث الذي تصدره مهارات بعد تقريري تشرين الثاني وكانون الاول 2021.
للاطلاع على هذا التقرير، اضغط هنا