الحوافز للشركات الإعلامية الناشئة
"الحوافز لشركات الإعلام الناشئة في لبنان وسط الاضطرابات: التحديات والفرص"، دراسة أعدتها الدكتورة ماريا بو زيد، تناولت العوامل الرئيسية التي تؤثر على ظهور قطاع إعلامي ناشئ في لبنان فعرضت التحديات القانونية التي تواجهها المبادرات الإعلامية فضلاً عن التحديات المالية والمصرفية منذ عام 2019.
وبحسب الدراسة فقد تراجع المشهد الريادي في مجال وسائل الإعلام إلى حدّ توقفه بسبب الأزمات المتعددة التي ألمت بالبلاد اعتبارًا من عام 2019، بدءًا من جائحة كوفيد-19 وصولًا إلى انفجار مرفأ بيروت والأزمات المالية. وقد أضافت الأزمة المالية الأخيرة طبقة إضافية من الصعوبات إلى تلك التي كانت موجودة، مثل الوصول المحدود إلى المواهب التقنية، وعدم الاستقرار السياسي، والحجم المحدود للأسواق اللبنانية.
وتقدّم هذه الدراسة تحليلًا للعواقب المترتبة عن هذه التحديات على وسائل الإعلام المستقلة وتقترح إجراءات محتملة لتعزيز منظومة ابتكارية أكثر دينامية. وأنه يمكن للبنان من خلال إلغاء القيود وتوفير الحوافز خلق بيئة تسهم في ازدهار الشركات الناشئة ومساهمتها في تحقيق بيئة إعلامية متنوعة وحيوية.
وخلصت الدراسة إلى ضرورة اعتماد قانون إعلامي عصري وتقديم حوافز بنّاءة تعزز استدامة شركات الإعلام. وهذا يتضمن إجراءات مثل إعفاءات ضريبية، وتبسيط المعاملات الإدارية، وتقليل التعطيلات الناجمة عن الاضطرابات في الإدارات العامة. بالإضافة إلى الدعوة لتعزيز فعالية الحاضنات ومسرعات الأعمال وصناديق الاستثمار، مع التأكيد على تعزيز برامج موجهة نحو وسائل الإعلام داخل هذه الكيانات.
للإطلاع على دراسة د. ماريا بو زيد:
الحوافز لشركات الإعلام الناشئة في لبنان وسط الاضطرابات: التحديات والفرص
"الشركات الناشئة في مجال الصحافة ذات المصلحة العامة في أوروبا"، دراسة أعدها الخبير الأوروبي أتيلا مونغ من مركز أبحاث الإعلام والصحافة الأوروبي، تناولت التجربة الاوروبية في ميدان المؤسسات الاعلامية الناشئة وكيف تطورت بيئة الإعلام في السنوات الاخيرة. فعرضت الصعوبات التي تواجهها هذه المبادرات بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة على رغم أن التطور التكنولوجي يساهم إيجاباً في هذه المبادرات من خلال تغيير عادات استهلاك الجمهور للمواد الاعلامية. كما أن صحافة المصلحة العامة على تراجع بسبب أزمات تمويلها واتجاه الجمهور الى الإعلام المجاني وتراجع الحريات الاعلامية بشكل عام.
وبحسب الدراسة فقد أدى التطور التكنولوجي في السنوات الأخيرة إلى تراجع النموذج الاقتصادي التقليدي لوسائل الإعلام الذي كان يرتكز على الاعلانات والاشتراكات. وبالتالي تسعى وسائل الإعلام الأوروبية بغالبيتها إلى البحث عن مصادر تمويل أخرى لضمان استمراريتها، لاسيما عبر الانترنت. وظهرت في هذه البيئة مبادرات إعلامية ناشئة ملتزمة حيال جمهورها وتتبنى خدمة المصلحة العامة، يتجسد طموحها في استعادة ما خسره الإعلام التقليدي من مساحات وجمهور وأنواع مهنية، وتتميز بإرادة إختبار مقاربات جديدة في التنمية المستدامة والنماذج التجارية.
وطرحت هذه الدراسة توصيات بشأن الحوافز التي يمكن أن تكون بمثابة مصدر إلهام للمبادرات في السياق اللبناني، أبرزها التشجيع على بناء شركات جديدة وإلغاء معوقات دخولها إلى السوق، إدخال طرق تمويل غير مباشرة من خلال تقديم حوافز ودعم مالي مثل الإعفاءات الضريبة وتخفيض القيمة المضافة لمنتجات الإعلام مع تخفيضات في التأمين الاجتماعي، تسهيل وصول الشركات الناشئة إلى التمويل الذي تقدمه الجهات المانحة المحلية والدولية وتنفيذ تشريعات تعطي الأولوية لشفافية الملكية لزيادة الثقة في وسائل الإعلام المرتبطة بالمصلحة العامة وتعزيز قواعد المنافسة.
للإطلاع على دراسة د. أتيلا مونغ:
الشركات الناشئة في مجال الصحافة ذات المصلحة العامة في أوروبا
وقد تمّ الاستناد إلى الدراستين اللتين أعدهما كلّ من دكتورة ماريا بو زيد ودكتور أتيلا مونغ كما إلى خلاصات الندوة التي نظمتها مهارات في ٥ أيلول، حول الحوافز التي قد تساهم في تعزيز استدامة الشركات الإعلامية والمنصات الإعلامية المستقلة خصوصاً، وذلك لإعداد ورقة معايير تلخص الممارسات الفضلى بشأن المجالات المرتبطة بالحوافز للشركات الإعلامية الناشئة.
وتضمنت الورقة توصيات إلى السلطات بتفعيل بيئة مؤاتية للمبادرات الإعلامية الناشئة كتحديث القوانين وتسهيل الاجراءات الادارية وتفعيل القضاء، تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات لمواكبة حاجات المؤسسات الناشئة وإنشاء هيئة ناظمة متخصصة تدير قطاع الإعلام على تعدد أنواعه.
وإلى القطاع الإعلامي بتدريس ريادة الأعمال في كليات الإعلام وإنشاء حاضنات للمشاريع الناشئة وتشجيع المبادرات الجديدة كما وتنظيم أنشطة ومسابقات طلابية للمساعدة في اكتشاف وتنمية المواهب الجديدة وتعزيز ثقافة الإبداع، بالإضافة إلى التكيف مع الاتجاهات والتقنيات الناشئة للاستجابة لاحتياجات الجمهور المتغيرة.
وإلى المجتمع الدولي ببناء شراكات مع وسائل إعلام خارجية ومع المنصّات الدولية وشركات الإعلانات العالمية والتوجه إلى الدياسبورا اللبنانية في العالم.
للإطلاع على ورقة المعايير حول "الحوافز للشركات الإعلامية الناشئة"، اضغط هنا
تأتي هذه الدراسات ضمن سلسلة دراسات إصلاح الإعلام في إطار برنامج التبادل الأكاديمي بين مهارات ومركز أبحاث الإعلام والصحافة كجزء من مشروع "إصلاح الإعلام وتعزيز حرية التعبير في لبنان" بالتعاون مع المفكرة القانونية ومركز أبحاث الإعلام والصحافة، بدعم من الاتحاد الأوروبي.