مع بلوغ شهر آذار لم يتغيّر المشهد السياسي كثيرًا، محاولات لتعطيل الاستحقاقات الدستورية، حركات مشبوهة للسلطة السياسية، صفقات بالتراضي وتراشق للمسؤوليات، بالإضافة إلى أزمات مصطنعة تقسيميّة وطائفية، وسجالات لا تعبّر إلاّ عن مراهقة سياسية بعيدة عن الواقع الاجتماعي الذي يعيشه الشعب اللبناني.

وقد بدا من اللافت تحوير النقاش العام في البلد، ففي ملف الانتخابات البلدية مثلا، اتّجهت أنظار الناس ووسائل الإعلام ورواد وسائل التواصل الإجتماعي إلى "موعد إجراء الانتخابات" وما إذا كانت ستجرى أم لا، في الوقت الذي يجب أن يتمحور فيه النقاش حول أهمية الانتخابات البلدية وأهمية إنتاج مجالس بلدية على مستوى التنمية المحلية في ظل التحديات على كافة الصعد، بالإضافة إلى أهمية  إجراء التعديلات للنظام الانتخابي وأهمية التثقيف الانتخابي حول دور البلديات وأهمية المشاركة والمحاسبة.

وكما في الانتخابات البلدية، كذلك في الأزمات الطائفية التقسيمية المصطنعة، فمع بروز مسألة التوقيت وقرار الحكومة تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي إلى حين انتهاء شهر رمضان، انقسمت المؤسسات ووسائل الإعلام بين من التزم بالقرار ومن لم يلتزم به، ليتحوّل النقاش إلى نقاش تقسيمي وطائفي بعيدا عن واقع الأزمات الفعلية وكيفية اتخاذ القرارات.

 كما بقيت الشائعات المرتبطة بالواقع النقدي تنتشر مثل الحديث عن حركة مشبوهة فيما خصّ الدولار الجمركي وتسعيرته والتي دفعت بمؤسسة مهارات للتحقق من هذا الأمر.

وعلى خطّ الانترنت والاتصالات، حمل شهر آذار منعطفا خطرا على قطاع الانترنت مع تردّي الخدمة بشكل كبير وإضراب موظفي أوجيرو للمطالبة بتحسين رواتبهم والتهديد بالتصعيد في حال لم يتجاوب المعنيين مع هذه المطالب، لكن وعلى مستوى الحلول البديلة، انتشرت تساؤلات حول وضع لبنان على قائمة خدمة starlink وانتظار موافقة المعنيين، لذلك قامت "مهارات" بالتحقّق من صحّة هذه المعلومات.

للاطلاع على التقرير:

السلطة السياسية:  صفقات مشبوهة وتحوير للنقاش العام