a20f6e39-e239-43fb-973b-769b6b6afc26.jpg

لقاء "مهارات" في اليوم العالمي لحرية الصحافة: لإعلام حر يساهم في التنمية

لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، نظمت مؤسسة مهارات بالتعاون مع "مكتب اليونسكو الاقليمي" و"مبادرة تفعيل المشاركة المدنية" لقاء بعنوان "اعلام حر يساهم في التنمية".

سعى النشاط الى طرح التحديات التي تواجهها حرية التعبير في لبنان وركز على أهمية الدور الذي تلعبه الجامعات في اعداد جيل من الاعلاميين الشباب الداعم لحرية الاعلام في لبنان والقادر على مقاربة البعد التنموي في تغطياتهم الاعلامية. كما شكل اللقاء مناسبة ليطرح فيها شباب الجامعات رؤيتهم لواقع الحريات وتحديات التغطية الاعلامية، ومناقشة الخطوات التي تساعد لبنان في استعادة دوره الريادي في المنطقة.

أدارت اللقاء المديرة التنفيذية لمؤسسة مهارات السيدة رلى مخايل التي رحبت بالحضور وذكرت بالتحديات التي تواجهها حرية التعبير اليوم في لبنان لاسيما المؤشرات السلبية التي تم رصدها وتسجيلها خلال هذا العام من تضييق على عمل الصحافة الاستقصائية وعلى نشطاء على الانترنت. كما أشارت مخايل الى عدم وجود تقدم لناحية اقرار مزيد من الضمانات القانوننية لحرية الراي والتعبير. وبدأ اللقاء بفيديو يلخص مفهوم حرية التعبير وضرورة الغاء القيود المتمثلة بعقوبة الحبس والتوقيف الاحتياطي والتراخيص المسبقة وتحرير الاعلام الالكتروني. كلمة مهارات ألقتها رئيستها السيدة ألين فرح مستعيدة أحكام محكمة المطبوعات القاسية واستدعاءات الناشطين ما يعيد الى الواجهة ضرورة بذل مزيد من الجهود في اتجاه اقرار قانون اعلام جديد يضمن الحريات ويؤمن التداول الحر للمعلومات والآراء، بما فيها الانترنت. وأضافت فرح أنه "نحن نعتقد في "مؤسسة مهارات" الى انه حان الوقت لاجراء الاصلاحات اللازمة واقرار تشريعات وطنية تعزز من حرية الرأي والتعبير والاعلام وفقاً لروحية الدستور ولمتطلبات تطور المجتمع الديموقراطي ونموه". وختمت فرح باطلاق "مؤسسة مهارات" حملتها لاصلاح قوانين الاعلام في لبنان، وذلك في اطار حشد الدعم لاقرار إقتراح "قانون الاعلام الجديد"، الذي كانت قد تقدمت به الى البرلمان اللبناني تحت رقم 441/2010، وهو يناقش اليوم في لجنة الاعلام والاتصالات النيابية التي تشرف على الانتهاء من وضع مسودة نهائية له، وذلك بهدف ادراج اصلاح قوانين الاعلام ضمن اولويات التشريع في لبنان.

كلمة اليونسكو ألقاها جورج عواد، مدير وحدة الاعلام والاتصال فرحب باطلاق حملة للمساهمة باصلاح وتحديث قوانين الاعلام في لبنان بالشراكة مع مؤسسة مهارات. كما ذكر بدور اليونسكو الأساسي في تعزيز حرية التعبير وحرية الصحافة واستعاد العنوان الذي عملت عليه اليونسكو هذا العام وهو "وسائل الإعلام الحرة تقوي برنامج عمل التنمية لما بعد عام 2015". وقد تضمن هذا العنوان ثلاث محاور أساسية: وسائل الإعلام الحرة تساهم في الحكم الرشيد، والتمكين والقضاء على الفقر سيادة القانون لضمان سلامة الصحفيين ومكافحة الإفلات من العقاب الاستدامة والكفاءة المهنية للصحافة هي جزء من التنمية. أما وزير الاعلام رمزي جريج فاستشهد بالمادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان وضرورة حماية المبادئ الاساسية لحرية التعبير معتبرا ان هذا الشعار بحاجة لمضمون حسي. واعتبر ان ممارسة الحرية يلازمها حس بالمسؤولية والا تحولت الى فوضى يبعدها عن معناها الحقيقي. كما ذكر باهمية التنمية الاعلامية التي تؤدي الى انتاج سلطة تعبر عن هواجس كل شرائح المجتمع وتحرم اللجوء الى العنف وتساهم بالانتقال الى سلطة فرض القانون والعدالة. واضاف ان الاعلام وسيلة لتحقيق مزيد من الانسانية وتكريس دوره كسلطة رابعة وحارس للهيكلورقيب على اداء السياسيين.

المحور الأول أضاء على "دور الجامعات في دعم اعلام حر" وفي اطار التحديات التي يواجهها الأكاديميون في اعداد جيل من الصحافيين داعم للحريات فشدد الدكتور علي رمال، الجامعة اللبنانية، على ضرورة بناء شراكات مع المؤسسات الاعلامية اذ ان الجامعات تقوم بدورها باعداد الطلاب لممارسة الصحافة بحرية ومهنية ولكن تتقلص هذه الحرية في سوق العمل.

بدوره اشار الدكتورد جوزف عجمي، جامعة سيدة اللويزة، الى انه "ندرب الطلاب على المناعة لمواجهة مغريات سوق العمل والعقليات السائدة ولكن لا نضمن ذلك فعلا". وراى ان الحل ليس في تصحيح البرامج بل بتغيير النظام السياسي كله.

اما الدكتور جمال مجاهد، جامعة بيروت العربية،  ركز على حرية الاعلام كقضية مجتمعية. واعتبر ان الحرية ثقافة تتحول الى ممارسة. وأضاف "نحن نعلم طلابنا الحرية المسؤولة ولكن للاسف عند خروجهم الى سوق العمل يواجهون السيطرة الايديولوجية على وسائل الاعلام والرقابة الذاتية".

اما الدكتور جاد ملكي، الجامعة الاميركية تحدث عن دور كليات الاعلام بتحضير الاعلاميين الشباب لمصارعة الفساد في المجتمع والدولة. واعتبر ان الاعلاميين الحلقة الاضعف في ظل ضغط المؤسسات الاعلامية والظروف المعيشية والفساد المتفشي. واشار ملكي الى ان "الاعلام مرتبط بالمجتمع وان لم تتغير هذه الثقافة فلن يتغير الاعلام خاصة انه بات من الضروري تعميم التربية الاعلامية والرقمية لدى جميع الطلابط.

من جهته الدكتور جورج فرحا، جامعة AUST ، شدد على ضرورة اعداد طلاب لديهم حس نقدي وقال :"نحن نحاول الاضاءة على نماذج اعلام حر في الخارج في ظل اعلامنا المنقسم ولكن عند الوصول الى التطبيق يصبح الامر شائكا". اما  الدكتور رامي نجم، جامعة الجنان، تحدث عن صعوبة تحفيز هذا الجيل بحيث يطغى اليأس على كل المستويات.

كما اشار الدكتورعلي عوض، الجامعة اللبنانية الدولية الى ان اكثر من 72 % من العاملين في الاعلام ليسوا من خريجي اعلام، في حين ان كافة مناهج الاعلام  تدفع باتجاه احترام الراي والراي الاخر، التحقق من المصادر وحرية الاعلام. كما دعا الى تشكيل نوع من اتحاد في هيئات التدريس في الجامعات اللبنانية ليصار الى اتباع برنامج واحد وانتاج وطني للاعلام خارج المؤسسة السياسية يشارك فيه الطلاب.  

في المحور الثاني من اللقاء، تحدث اعلاميون حول تحديات الاعلام اليوم ومقاربتهم لمواضيع الحماية والتنمية والمهنية. أشارت السيدة لور سليمان، مديرة الوكالة الوطنية على ضرورة اعداد المسؤولين عن المؤسسات الاعلامية لتخصيص اخبار تعزز التنمية. كما شددت على ان ما يعزز المهنية هو الاخلاقية والحرية المسؤولة وعدم الجري وراء الاثارة. اما لارا زلعوم رئيسة التحرير التنفيذي في المؤسسة اللبنانية للارسال  أضاءت على اعتماد المؤسسة اليوم على البعد التنموي كخط تحريري وعلى اعطاء الصوت للفئات المهمشة، وتوجهت الى الاكاديميين مناشدة اياهم ان يصل الطلاب الى المؤسسات الاعلامية احرارا. وشددت على ضرورة ان يعي الاعلاميون الشباب ان السياسيين بحاجة اليهم وليس العكس. 

من جهته، شدد حسان الزين، سكرتير التحرير في جريدة السفير،على ضرورة التزام قواعد المهنية التي وحدها تحمي الصحافيين كما اشار الى ضرورة اقرار قوانين تضمن حق الوصول الى المعلومات مع بقاء المهنية اساسا للصحافة الاستقصائية . كما اعتبر غسان حجار، مدير تحرير في جريدة النهار  ان المشكلة اليوم في الحرية الزائدة،  ورأى ان الاعلام لم يعد القيم اللازمة الا اننا نجهد للحفاظ على المعايير المهنية في عملنا الاعلامي.

وبعدها عرض ممثلون عن الطلاب سلسلة توصيات أبرزها:

-       ضرورة وجود مؤسسات اكثر استقلالية وقوانين أكثر ضمانة لحرية التعبير (الجامعة العربية)

-      ضرورة توحيد فروع الجامعة اللبنانية للانفتاح على الاخر وقبول الراي الاخر

-      ضرورة اقرار قوانين جديدة في عصر الاعلام الرقمي

-      ضرورة قبول الراي الاخر في ظل الشرخ والنقسام الموجود بالبلد

-      ضرورة التبادل بين الجامعات اللبنانية كافة وضرورة اصلاح وضع النقابات لتؤمن حماية فاعلة للصحافيين.

-      تعزيز الحرية المسؤولة

 

وفي النهاية، تم الاعلان عن اطلاق موقع مهارات نيوز بحلته الجديدة. كما تم توزيع الجوائز على الطلاب الرابحين في مسابقة "عبر بحرية"، وهم علي عواضه من الجامعة العربية، وهاله حمود من الجامعة اللبنانية الدولية، وهديل فرفور من الجامعة اللبنانية.