20180226_143339.jpg

"مهارات" لإنقاذ المؤسسات الإعلامية

الصراع بين الاستقرار المالي والأخلاقيات المهنية هو من أبرز الاشكاليات المطروحة في الصحف اليوم.

تعاني الكثير من الصحف والمؤسسات الإعلامية اما من عدم وجود ممولين،  أو من انعدام المهارات والأدوات التي يحتاجون إليها للاستدامة في سوق مكتظ بالمحتوى المرئي والمسموع والمكتوب.

بهدف معالجة هذه الاشكالية، قامت مؤسسة مهارات بتنظيم ورشة عمل حول ادارة المؤسسات الاعلامية بالتعاون مع أكاديمية دوتشيه فيلليه.

وقد تضمنت ورشة العمل أحدث تقنيات الصحافة الرقمية، بما في ذلك عملية تحديد الجمهور، ورصد حركة المستخدم ، وإنشاء المحتوى، فضلا عن تحسين محركات البحث والولوج عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

وقالت ساندرا فان إيدج،  المديرة الاقليمية لمنطقة الشرق الاوسط في أكاديمية دوتشيه فيلليه: "تتمثل فكرة هذا المشروع في تدريب مديري الإعلام لكي يصبحوا استشاريين في المنطقة في وقت لاحق. فكما تعلمون، إن البيئة الإعلامية في المنطقة آخذة في التغيير. وهناك الكثير من المؤسسات التي تجد صعوبة في الاستدامة، وقد شعرت "مهارات" بالحاجة إلى دعم خبراء وسائل الإعلام وتمكينهم من اكتساب مقاربات جديدة لاستدامة وانتاجية مشاريعهم من الناحية المالية، والابتكار في الوقت نفسه ".

وقد عُقدت ورشة العمل في مساحة  أنتوورك في بيروت، بمشاركة 16 خبيرا اعلاميا من خمسة بلدان مختلفة في المنطقة. وكان بين المشتركين، صحافيون ذات خبرة في الادارة ومديرو وسائل اعلامية.

واعتمد المدربون طرقا تفاعلية بدلاً من الطرق النظرية الاكاديمية، فاستطاع المشاركون تطبيق كل ما تعلموه على نماذج أعمالهم. اضافة الى ذلك، تضمنت ورشة العمل محتوى غنيا لاسيما حول الموضوعات الأساسية مثل: توجيهات ادارة التحرير، وتحديد الجمهور المناسب وتحليل السوق، وأدوات إنشاء المحتوى، ورصد حركة المستخدمين لجذب جمهور اكبر، وحركة مواقع التواصل الاجتماعي.

تولى الورشة مدربان: الصحافي الألماني ومدرب وسائل الإعلام بيتر ترزكا الذي لديه أكثر من 15 عاماً من الخبرة، وماريا فرونوشوك، المؤسسة المشاركة والرئيسة التنفيذية لمنصة Platfor.ma في أوكرانيا.

                                     

ما هي الدروس التي اكتسبها  المشاركون؟

من أبرز ما تم تداوله في هذه الورشة:

1. حدد أهدافك

 عليك أن تحدد ما تريده من البداية كي تستطيع تحديد أهدافك واتباع الطريق الصحيح وإلا ستحتار أي استراتيجيا لاستخدامها. على سبيل المثال، صحيفة تخطط لتغطية الفساد في السياسات المتعلقة بالمياه والصرف الصحي ستتّبع سياسة تحريرية مختلفة تماماً عن سياسة مجلة أزياء.

2. اجعل محتواك متمحوراً حول جمهورك

 أياً يكن الأسلوب الذي تتبعه  في إنشاء  محتوى مواقع التواصل الاجتماعي أو منصات أخرى، فإن على محتواك أن يتمحور حول جمهورك. يجب أن تعرف جمهورك بشكل جيد للغاية لأنه سيكون مركز كل عملك، وبالتالي هو  قياس فشلك أو نجاحك.

3. قدم محتوىذات جودة

 للحصول على تجربة استخدام سلسة، حافظ على نوع المحتوى الذي تريد إنتاجه وليس الكمية. ويمكن أن يكون محورها وسائل الإعلام، أو تركز على الإعلانات (لكسب المال) أو حتى على رسالة إنسانية ، مثل المواقع التي تروي قصصاً إنسانية عاطفية.

4. انظر إلى منافسيك

 يجب عليك أيضاً أن تدرس تصميم مواقع منافسيك وتعدّل موقعك بناءً على ذلك.

5. قم بتوزيع المهام

 من المهم جداً أن تعرف أن النجاح هو نتيجة جهد جماعي. فبالتوزيع الجيد للمهام تحقق أهدافك.

6. لا تخف من التجربة

 لا تخف من أن تجرب أساليب مختلفة عند إنشاء المحتوى (أي التقارير، والشرائح، والرسوم البيانية، والجداول الزمنية، والكرتون...) فلا يمكنك معرفة المحتوى المناسب إلا عن طريق التجربة.

7. فكر في محتوى سهل التداول

 تؤدي مواقع التواصل الاجتماعي دوراً مهماً جداً في إنشاء محتوى شعبي وجذاب للجمهور، فادرسها جيداً وحاول أن تفكر في محتوى يُتداول كثيراً.

 


ما هو الانطباع الذي أخذه المدربان عن المشاركين؟

قال بيتر ترزكا: "لم أكن أتوقع بصراحة أن تكون هذه المجموعة بهذا المستوى من الخبرة". "لديهم جميعا خلفيات ممتازة؛ وكان تفاعلهم مع المواد عالياً جدا وديناميات العلاقة بين المشاركين جيدة أيضاً."

إذا ما التالي؟

كانت ورشة العمل هذه هي الثانية من برنامج مهارات المكون من 4 وحدات. وسيتم تنظيم الوحدتين الأخريين في الأشهر القليلة المقبلة في لبنان.