نظمت مؤسسة مهارات في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 ورشة تدريبية لمجموعة من الصحافيين/ات، في فندق BossaNova - سن الفيل، لمدة خمسة أيام  حول "الأخبار المضللة والمغلوطة، تحليل الدعاية السياسية، ورصد خطاب الكراهيّة في سياق العنف ضد المرأة في السياسة"، وهدف التدريب إلى تزويد  الصحافيين والصحافيات اللبنانيين بالمهارات اللازمة لتحليل الخطاب السياسي والنقاش العام على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا خلال فترات الانتخابات.

وتضمن التدريب كيفية التعامل مع اضطراب المعلومات، ومدى خطورته على المجتمع.

يقول الصحافي شربل الخوري (أحد المشاركين) في حديث لـ مؤسسة مهارات: " إن أهمية هذا التدريب في أنه يشرح ضرورة أن لا يمر خطاب الكراهية والحملات السياسية دون توثيق أو عرض، وتعلمنا كيفية تحويل هذه الحملات إلى مقالات علمية وفق منهج محدد وواضح بحيث نتمكن من رواية القصة المعروضة بشكل سليم من أين بدأت وكيف انتهت".

"كنا بحاجة لهذا التدريب لأنه عزز لدينا النظرة التحليلية للخطاب العام وكيفية رصده، وزاد من قدرتنا على التحقق من المعلومات، والتمييز بين المعلومة الصحيحة والمغلوطة"، بهذه الكلمات وصف الصحافي ابراهيم حسن مشاركته بالتدريب داعيًا الى توسيع هذه التدريبات لتشمل أكبر عدد ممكن من الصحافيين لتعميم الفائدة".

بينما اعتبرت الصحافية أسمهان صفي الدين أن التدريب مكنّها من فهم ومقاربة أفضل للخطاب السياسي والحملات الدعائية، التي تشكل عصب السياسة في لبنان، فضلًا عن تطوير القدرات في استخدام الوسائط المختلفة التي شرحها المدربون وتستخدم للتحقق من المعلومات.

وبعد انتهاء التدريب، تابع مدربو مؤسسة مهارات العمل مع المشاركين/ات الذين تم تقسيمهم إلى خمس مجموعات عمل، تابعت كل مجموعة منهم قضية لحملة قائمة على وسائل التواصل الاجتماعي وتم تحليل الخطاب العام حولها وما تضمنته من معلومات مضللة وخطاب كراهية، وعنف ضد المرأة في السياسة. 

ومن المواضيع والحملات التي تم التطرق إليها وتحليلها من قبل الفرق على سبيل المثال:

- حملة مقاطعة الشركات والسلع الداعمة لإسرائيل في لبنان

- الحملات التي تتعرض لها الاعلاميتان ديما صادق وليال الإختيار

- الانقسام حول شعار "لبنان لا يريد الحرب" ربطا بحرب غزة

- تحليل الجدال الحاصل حول شخصية أبو عبيدة " الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام" واطلالاته

وفي السياق شاركت مؤسسة مهارات ممثلة بمنسّق وحدة الرصد لديها المحامي طوني مخايل في ندوة (أونلاين) ضمن مشروع "Words Matter" الإقليمي، الذي تستضيفه "DRI"، بمشاركة نشطاء وأكاديميين وصانعي سياسات في جلسات ديناميكية ونقاشات امتدت على ثلاثة أيام (31 تشرين الأول/أكتوبر، 1-2 تشرين الثاني/نوفمبر 2023)، وذلك بهدف التعمق أكثر في كيفية مكافحة المعلومات المضلّلة وخطاب الكراهية بالإضافة إلى التحديات الملحة التي تفرضها السلوكيات الرقمية الضارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
 

وقدم مخايل في بعض المداخلات شرحًا عن عمل مهارات  فيما يتعلق برصد التضليل والتحقق من المعلومات، وأكد أنه وبنتيجة رصد الإنتخابات النيابية في لبنان للعام 2022 على وسائل التواصل الإجتماعي، تبين لمهارات قيام مجموعات كبيرة من الحسابات المزيفة والجيوش الإلكترونية، بتداول الشائعات والأخبار المغلوطة والمزيفة، الترويج لحملات ذات طابع سياسي أو اجتماعي وإطلاق حملات تروّج للعنف أو التنمر وتشويه السمعة بوجه الخصوم السياسيين أو قادة الرأي من مؤثرين وإعلاميين.

وأوضح مخايل خطورة المحتوى المروج لخطاب الكراهية الذي يشهده لبنان في الفترة الأخيرة، خاصة تجاه مجتمع الميم عين واللاجئين السوريين، بالإضافة الى ما تتعرض له المرأة من عنف إلكتروني في الشأن العام والسياسي، لافتًا إلى أن مهارات كانت قد نشرت في هذا الإطار سلسلة من التقارير حول أنواع العنف ضد المرأة في السياسة ودوافعه، وأطلقت خطًا ساخنًا لتشجيع المرأة على التبليغ. 

التعاون بين مهارات و DRI ممتد منذ العام 2022 حيث تم تنفيذ عمل مشترك أثناء تغطية الانتخابات النيابية 2022، عبارة عن متابعة حسابات المرشحين والمرشحات للإنتخابات والشخصيات العامة، لرصد حملات الدعاية السياسية وتحليل الخطاب السياسي والأخبار المضللة، حيث تكثر هذه الحملات وتظهر جليةً في فترات الانتخابات ضد جميع المرشحين وتحديدًا النساء.

الدعاية السّياسيّة والتّلاعب في المعلومات على وسائل التّواصل الاجتماعي خلال الانتخابات النّيابيّة 2022